منوعات

الفرق بين جوزي وصاحبي


لم أكن أدرك أبعاد هذا المسمى وما سوف يطرأ من تداعيات بعد شغل شخص ما لهذا المكان فيصبح عندي “صاحبي”، في الواقع أن الأمر ربما يعود إلى الفطرة الأنثوية، فهي دومًا ما تركض وراء الأنيس وتبحث جاهدة عن الاهتمام المعسول بالكلمات العطرة، ولا شك أيضًا انها تلهث لمن يتحلى بالصبر امام ثرثرتها المستمرة.

البداية أتت من انفتاح مجتمعاتنا الشرقية والإسلامية على ثقافات لا تشبهنا.. فأصبحنا ننجذب لكل ماهو مختلف حتى لو كان مختلف لما رسخ داخلنا من معتقدات دينية وعادات اخلاقية.

بالأمس كانت علاقة المرأة بالرجل لا تخرج عن كونها”زوجة/أم/ابنة/اخت/واحدة من الاقارب/جارة…” جميعها علاقات في حدود أطر واضحة إما رسمتها الطبيعة البشرية أو حددتها التعاليم الاخلاقية والدينية.

فكان الأب لإبنته هو فارس الاحلام التي تتمنى لقاء شبيهه لتكمل معه حياتها،وكان الأخ هو السند التي تتباها به أمام صديقاتها،و الاقارب والجيران باتوا دومًا يحفظوا الحرمات ويغضوا الأبصار…

أما الزوج فهو الدينا وما فيها،رضاه وطاعته هو مفتاح جنتها،هو ملجأها وسكنتها.
تحفظه في بيته وعرضه وماله وتصون سره وترعاه علانية وسرًا،إذا نظر اليها اسرته وإذا ناداها أطاعته بمنتهى الرضا والقناعة..

لا سيما اليوم بعد ظهور خانة “صاحبي”في خانات النساء،غاب الرضا واصبحت الاسرار والحكايات والطاعة والرعاية والسند وقبول النصيحة….الخ….الخ فقط من نصيب ذلك الصاحب!

وتطرق الخلافات ابوابنا وتبدأ المقارنات بين جوزي وصاحبي…الأول أطلق له شاربي وأسن له اسلحتي واعد العدة لمناطحته ومحاربته حاملة لواء حقوق المرأة.

بينما وجه الأنوثة والنعومة والانامل الرقيقة والصوت المغرد لا يظهر سوى للآخر.. فهو من اصغي اليه وهو المطلع الأول على اسراري وتفاصيل بيتي وحياتي..علاقتنا لا تمت للحرمانية بأية صلة،فنحن لم نرتكب الفاحشة.. وكل ذلك تحت مظلة”انا حرة”
وهل حريتي كمرأة تكمن في وجود رجال في حياتي؟!، هل حريتي تعني التخلي عن تعاليم الدين الحنيف واتباع عادات وممارسات خاطئة؟!.

المثير للدهشة انني اجد في بعض الفئات من المجتمع، ازواجًا تقبل وجود الشريك الآخر في حياة زوجاتهم، والأعجب والأغرب أن الزوجة مهما اعتلت المناصب وتمتعت بثقافات مختلفة لن تقبل قط وجود شريكة لها في حياة زوجها حتى ولو كانت حلاله!!

فنحن بكل اسف امام مجتمع تفوح منه رائحة العفن الفكري والأخلاقي، مجتمع غاب عنه الوازع الديني، مجتمع نساؤه بشوارب ورجاله مجرد ذكور.

 

vetogate


تعليق واحد