رأي ومقالات

جامعة النيلين والمحيط الأقليمي..


أنشئت جامعة النيلين في 13 مارس 1993 بموجب مرسوم رئاسي، تعمل الجامعة في إطار السياسة العامة للدولة والبرامج التي يضعها المجلس القومي، على تحصيل العلم وتدريسه وتطوير مناهجه ونشره وذلك بغرض خدمة البلاد وتنمية مواردها ونهضتها فكرياً وعلمياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، مع عدم الإخلال بعموم ما تقدم، وقتها كانت جامعة النيلين قريبة من المؤسسة الرئاسية، وأذكر تماماً سودنة الجامعة وكنت أكثر ما كتب في شأنها في صحيفة «القوات المسلحة»، كانت سودنة الجامعة قرارا قويا وحقق الانتصار الوطني، وتضاعفت كليات الجامعة بمقدار 16 كلية بدلا من 4 كليات وهي كلية التجارة والعلوم والقانون والآداب، وعلى اثر هذه الزيادة في الكليات توسعت الجامعة حتى صارت الجامعة الاولى من حيث عدد الطلاب، وربما الأولى في اشياء اخرى، وهي الجامعة الأكثر مساهمة في تعليم طلاب الريف السوداني والمحيط الإقليمي والعربي، وجامعة النيلين هي الجامعة التي أسست لنفسها من حيث المنهج والأسلوب الاداري والاكاديمي العلمي، وبالتالي تعتبر جامعة المستقبل في السودان.
{ التقت ادارة جامعة النيلين مؤخراً بالسيد الفريق اول ركن بكري حسن صالح نائب رئيس الجمهورية، واطلعت ادارة الجامعة النائب الاول للرئيس على الاوضاع الراهنة، فالجامعة بهذا الحجم الكبير واستيعاب أعداد مضاعفة من طلاب الريف السوداني، بالضرورة انها مسؤولية دولة، خاصة التوسع في البنية التحتية ومتطلبات التأسيس والبناء التي ما زالت مستمرة، في الكليات ومراكز الجامعة ووحداتها، ولعل ما طرحته ادارة الجامعة على النائب الاول لرئيس الجمهورية، في ان الجامعة على وشك بلوغ 25 عاماً منذ انشائها أي اليوبيل الفضي لها، كان اللقاء يعد مبادرة صائبة ومعتبرة تحسب لادارة الجامعة في إطار بحثها عن رعاية لهذا المشروع الكبير الذي في الاصل هو مشروع دولة، لان جامعة النيلين حققت هدفا استراتيجياً اصيلاً في ثورة التعليم العالي، وهو الهدف المرتجى بالنسبة لاستراتيجية الدولة في اطار ضمان التعليم العالي المتوازن، في الجامعات السودانية المختلفة على مستوى المركز والولايات السودانية، وجعل التعليم العالي في متناول اليد بالنسبة لابناء السودان من الجيل الجديد.
وبالتالي من المؤمل ان يرعى النائب الاول مشروع اليوبيل الفضي للجامعة، وتحقيق اكبر قدر من البنية التحتية لمطلوباتها باعتبار انها مصدر من مصادر التعليم العالي المتوازن، والجامعة في هذا الاطار راعت القومية وتحققت هذه القومية من خلال الذين اداروا الجامعة، من كل ابناء السودان من غرب السودان وشرقه وشماله ومن وسط السودان، وهذا التوازن قد انعكس ايجابا على الجامعة في الاداء العام، والانتماء القوي، والمحافظة على هذا الاساس القومي جعل الجامعة لكل اهل السودان، دون استثناء، ويحسب لها انها احتفظت بكل المديرين الذين عملوا فيها منذ الانشاء وحتى الآن بروفسير ابراهيم الامين حجر، بروفيسر عوض حاج علي، بروفيسر حسن الساعوري، بروفسير احمد الطيب وبروفسير محمد الامين احمد، ووجود هؤلاء العلماء بالجامعة من شأنه ان يثقل مسيرة الجامعة العلمية والخبرات الادارية والاكاديمية وترفد الجامعة بالتجارب العميقة ومعظم مديري الجامعة ما زالوا عاملين فيها، كأساتذة خبرة في المجالات العلمية المختلفة، وكذلك استشاريين في اختصاصاتهم الاكاديمية والادارية، ولم يبارحوا الجامعة.
على صعيد الموظفين الذين أسسوا الجامعة، فإن من بينهم كوادر أرسوا رسالتها، وجعلوا منها جامعة سودانية عريقة، على الصعيد الافريقي والعربي، حيث اصبحت جامعة النيلين ملاذا علميا للكثير من ابناء السودان، كما هي جامعة انتفع بها الصعيد الافريقي والمحيط الاقليمي، والباحثون الذين يطرحون قضاياهم العلمية للبحث، فقد وجد البحث العلمي في الجامعة اساتذة مؤهلين ويدركون القضايا الافريقية في الدراسات الانسانية والعلوم التطبيقية، وفق دربة متفردة لدى العاملين في الجامعة، ويحضرني ذكر موظفة من مؤسسي الجامعة عملت في كلية العلوم وتعاونت في مكتب مدير الجامعة والوكيل لقلة الموظفين عند التأسيس، ثم انتقلت الى الشؤون العلمية، وكانت ضمن مؤسسي الدراسات العليا، وعملت في كلية القانون، هذه الموظفة عاصرت كل عمداء الدراسات العليا دون استثناء من اول عميد للكلية حتى آخر عميد ما زالت تعطي حتى اصبحت علي دراية بمعرفة كلية الدراسات العليا. وكذلك مرجعية في قواعد ولوائح الكلية، من خلال الاحتكاك والتجارب المكتسبة من هؤلاء العلماء، ثم انها درجت على التعامل مع الوافدين للدراسات من المناطق ودول الجوار والدول الشقيقة المأزومة، بشكل يليق بهم والإحساس بقضاياهم وأوضاعهم الخاصة نتيجة للاضطراب في بلدانهم، فقد وجدوا استقرارا نفسيا في الجامعة، وما تقوم به هذه الموظفة تجاه واجبها هو في الواقع ديدن العشرات من الموظفين المؤسسين لجامعة النيلين.
والجامعة على اعتاب يوبيلها الفضي في العام القادم، لا بد من حفظ هذا والإرث لتقاليد وأعراف عريقة من ادبيات الجامعة، التي مضى عليها 25عاما. وهي تعطي بهذا السخاء، وان تقوم الجامعة بحصر طلابها في الداخل وكذلك في دول الجوار والدول الافريقية، هذا الى جانب توظيف البحوث التي يقدمها طلاب الدراسات العليا، ويمكن توجيه البحوث نفسها للجادة من قضايا المنطقة وبلاد الباحثين، وان تقوم بوضع استراتيجية خاصة بها، في البنية التحتية والمستوى الاكاديمي والاداري، وان يتابع مسار هذه الاستراتيجية من خلال دوائر ادارة الجامعة، اي بمعنى في كل دورة لمدير ان تحقق فيها الجامعة اضافة جديدة ومكسبا حقيقياً ليكون معلماً لدورة المدير المعني، وكسبا للوقت في ظل تحقيق اهداف الجامعة، ولتحقيق لذلك لا بد ان تتجه الضوابط الاجتماعية وإعطاء الفرصة لسيادة القانون، ومعالجة القانون لبعض الأخطاء التي تسد كثيراً من التجاوزات والأخطاء المتعمدة ويحفظ قانون الجامعة.
وفي الختام جامعة النيلين التي تعمل في اليوبيل الفضي، بالضرورة ان تقوم الجامعة على لجان خاصة في الترتيب قبل وقت كافٍ وان المهرجان قبل عام من الترتيب والاستعداد، وان تكون المناسبة اقليمية من خلال منسوبي الجامعة في افريقيا والوطن العربي الذي تزايدت فرص الانفتاح الى الدراسات العليا في الجامعة، خاصة وان الجامعة تقدم خدمات جليلة للمجتمعات التي تواجه الحروب في المنطقة، هذا الى جانب الدور المهم الذي ستقوم به ادارة الجامعة في إعادة عرض قضايا العاملين قبل المهرجان، ولعل قضية الرقم الجامعي، لبعض من الساقطين وهي معروفة لدى عميد كلية التجارة السابق الدكتور الهادي آدم، حيث ان كثيراً من اولياء الطلاب لا يدركون مشكلة الرقم الجامعي، هذا الى جانب معالجات بعد الإدارات الخدمية في الجامعة والمرتبطة بموظفي الجامعة والعمال من التدريب والصحة والترقيات، خاصة وان ادارة الجامعة تلمست بعض المعالجات في الإدارات المهمة، هذه المعالجات ان تشمل تفاصيل الإدارات نفسها، واستقامة الاعوجاج الذي في الاصل مزاج القوم في نفذوهم، ثم على دور وكالة الجامعة بناء مطلوبات منسوبي الجامعة من الدول الشقيقة والصديقة، وفتح المنافذ لتأهيل جامعة النيلين كجامعة إقليمية لها مكانتها العلمية.. وتر اللوم..
د. يحيي حماد فضل الله

الانتباهة


‫2 تعليقات

  1. منذ التخرج في تسعينيات القرن الماضي و الحنين إليها لا يفارقنا وعندما نمر بمبانيها تراود النفس بالدخول وندخل فعلا وأنا أتذكر طلاب أفريقيا الذين درسو بالصوربون بفرنسا بعد تخرجهم بسنوات في القرن الماضي عندما كانت السنغال تحت الإحتلال الفرنسي .. عادوا لفرنسا لحضور مؤتمر عن الأيديولوجية الزنجية التي كان من روادها الزعيم السنغالي الأديب ليوبولد سيدار سنغور الذي ترك الحكم ليتفرق للأدب . . فعندما دخل الأفارقة الجامعة التي درسوا بها وتخرجوا ، فصاروا يقبلون الجدران والمقاعد .. وهذا فيما أرى يدل على وفاء الأفريقي وحبه المفرط والتسامح الديني .. كم كنت أود أن نستفيد من الأيديولوجية الزنجية في حل مشاكلنا قبل وبعد فصل الجنوب فالنظرية فكر إنساني لاتخص الأفارقة فقط فمن أعضائها جان بول سارتر .. وتسامحها الديني جعل الدكتور سنغور يتنازل من الرئاسة سلميا للرئيس المسلم عبده ضيوف . يا إخوة نريد حل مشاكلنا سلميا مثل سنجور ومنديلا . لذا أحببت هذه النظرية وكتبت عنها بالصحف السودانية منها الصحافة والرائد ( لأفريقيا الحرة نمد الآيدي .. أيدي شباب .. ولما ينادي الوطن العربي يهب الموت لإسرائيل .
    أقولها نعم وألف نعم لسد النهضة الأثيوبي . وحليل الراحوا خلي الريح تنوح فوق النخل . حفظ الله مطربنا الأستاذ حمد الريح الذي غنى لحلفا .. يجب أن تظل حلايب وشلاتين في المطالبة بها حتى عودتها وفكها من الأسر والأغلال . وطني نحن سيوف أمجادك نحن مواكب تفدي ترابك .