احمد دندش

الظرابين.!


استهواني جداً مقال سابق لأستاذنا احمد طه الجنرال، وجعلني التهم اسطره بشئ من المتعة، وهو يحكي عن (الظرابين)، تلك الكائنات التى تصنف ضمن وقائع السرد الآني للحدث ككائنات (لزجة) ومقيتة، اما من حيث التصنيف العام فالجدل لايزال يدور في اطلاق ذلك المسمي المتنازع مابين (الحيوان) و(اشباهه).!
واليوم..تتمدد فينا مجموعة (الظرابين)…لكن هذه المرة يكون التمدد على حساب (السمعة) والكذب والتضليل والنفاق..من اجل الحصول على غاية هي في الغالب الاعم (شهرة) زائلة.!…واليوم يمد (الظربون) بلسانه ساخراً من كل الاعراف والتقاليد وحتى (الزمالة)..وهو يحاول الصعود لمراتب اعلى عبر (تلويث) السمعة..وزرف (الدموع) في حال انكشاف امره.!
واليوم..نشهد على استئساد (الظربون)..وعلى زيادة هرمونات (الضلال) بداخله..وعلى نقصان اوكسجين (الرجولة)..ليصبح بالتالي كائناً مشوهاً غير واضح المعالم وغير متزن (الشخصية)..يتنقل مابين المجالس الاسفيرية والبشرية..متقيئاً العشرات من الاكاذيب..وصانعاً لنفسه مجداً لم يحلم به الا في المنام…و…..الغريب اننا لم نسمع بـ(ظربون) يحلم.!!
و….(الظربنة) تنتقل عدواها لتصل الى آخرين…يلوكون سيرة الناجحين بشئ من الحقد الاسود..يحاولون بشتى السبل والوسائل ان يطمسوا معالم مسيرتهم الناجحة ولو بالافتراء والكذب..يرمون الناس بالباطل..مع ان تاريخهم وسيرتهم هم تحتفل بالكثير من الحقائق التى تهدم كل تاريخهم في لحظة..و…عجيب ان يمتلك (الظربون) المقدرة على حصب الناجحين بالحجارة وهو يعلم تماماً ان تاريخه من زجاج يسهل كسره منذ اول (حصبه).
وعلى ناحية غربية من تلك المدينة الفاضلة تجلس امرأة لئيمة تخطت السبعين بقليل على الشارع ، يقترب منها احدهم ويطلب منها ان تنهض من مكانها، فتصرخ في وجهه: (ايها الوغد..اتراني اجلس في منزلك)..فيضرب الرجل كفاً بكف ويقول لها بسرعة: (بل كانت غايتي ان تجلسي بالفعل في منزلي..وان اجعله منزلاً لك بدلاً من الجلوس على الشارع)، فعضت المرأة على بنانها بحسرة والرجل يغادر وعلى وجهه على ألم الدنيا الذى صور لتلك المرأة الشر…بينما كان هو يحمل كل ازهار الخير والجمال..و…هكذا (الظرابين)…نتمنى لهم الخير…فيكيلونا سباباً وشتائماً…قبل ان يختبئوا داخل (جحور) السترة حال انقشاع شمس الحقائق.
جدعة:
كل الكائنات في الدنيا تتناسل وتتكاثر..وكل الكائنات تحمل الصفتين المذكر منها والمؤنث…لذلك من الطبيعي ان نعثر على (ظربونة) ايضاً تمارس الخديعة لتخفي عيوبها و(تتنوعم) و(تتلون) لتشابه الحرباء في سيرها بين الناس، فهي تارة ذات لون احمر قاني يخطف من القلوب السكينة، وتارة ذات لون اصفر فاقع يصيب الحقائق بالعمى، لكن يبقى اللون الابرز لها هو (الرمادي)، والذى لم ينجح حتى الان في حسم امره، فلا هو محسوب على (الاسود)..ولا هو في رفقة (الابيض).!
شربكة أخيرة:
التحية في هذا الصباح لكل (ظربون)..و….(ظربونة).!