عبد الباقي الظافر

أنتم أكبر من القانون يا سيدي..!!


في شهر ديسمبر من العام ٢٠١٤ كان سفير قطر بالقاهرة يتعجل خطواته للحاق برحلة الخطوط المصرية المتجهة للخرطوم ..عبر السفير حمد أبوالعينين البوابة الالكترونية وإذا صرير يصدر..كان هذا إيحاء بوجوب التفتيش الشخصي لدبلوماسي محمي باتفاقية فينا الضابطة للتمثيل الدبلوماسي..امتنع السفير عن التفتيش الشخصي وأصر الضابط على الإجراء ..غادر السفير المسرح غاضباً بعد أن أبلغ وزارة الخارجية المصرية ورؤسائه في الدوحة.. جهود بذلت خلف الكواليس مكنت السفير من حضور المنتدى الروسي العربي بالخرطوم .
قبل أيام اشتكى مسؤول في مطار الخرطوم عن امتناع كثير من حكامنا على الخضوع للتفتيش..وحسب المصدر فإن رئيس الجمهورية وحده الذي يتمتع بحصانة تمنع تفتيش أمتعته ..هذا يعني أن كثيراً من حماة القانون يركلون القوانين المنظمة بأحذيتهم الثقيلة.. ذات الملاحظة التي تفرق بين الناس في الخضوع للقانون لاحظتها في مخرج بوابات تحصيل الرسوم بمطار الخرطوم.. هنالك بوابة مكتوب عليها شاغلي المناصب الدستورية ورصفائهم..هؤلاء معفيون من دفع الرسوم في حلهم وترحالهم ..
تعجبت من الأخبار الصادرة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه الدكتور جلال الدقير ..هذا الحزب يصر على عدم الامتثال لقرارات مجلس الأحزاب..آخر خطوات المواجهة قرار الدقير بإعفاء كل مساعديه في الأمانة العامة..بهذه الخطوة يريد الجنرال الدقير أن يقطع الطريق أمام عودة الاستاذة المشاغبة إشراقة محمود كما قضى قرار مجلس الأحزاب مؤخراً..لم يكتف الحزب بهذه الخطوة الإيحائية بل أكد على رؤوس الأشهاد أنه لن يمتثل لقرارات مجلس الأحزاب ..وحسب الناطق باسم الحزب أنهم سينفذون قراراتهم بالحكمة والحسم حسب بيان البارحة .. وفي ذات السياق أكد البيان أن قرارات مجلس الأحزاب تتعارض مع دستور الحزب.
قبيل أن نمضي في التفاصيل نذكر الدكتور جلال الدقير أنه رجل دولة يتسنم موقع رفيع في رئاسة الجمهورية..كذلك نذكره أن حزبه الموقر دون الأحزاب التاريخية مضى إلى مكتب مسجل الأحزاب مقيداً اسمه وهذا تلقائيا يعني التزامه بقرارات ونظم هذا المجلس ..كما أن التظلم مفتوح حسب القوانين المنظمة، ومن حق حزب الدقير واشقائه اللجوء إلى المحكمة الدستورية للفصل في اختلاف وجهات النظر دون اللجوء إلى البيانات العنترية.
في تقديري..حتى هذه اللحظة تمتعت الأستاذة إشراقة سِيد محمود بروح إدارة الخلاف وفقاً للقانون والأخلاق .. مضت إشراقة إلى مجلس الأحزاب متظلمة ومطالبة بعقد المؤتمر العام لحزبها، ثم طافت الولايات تحشد لرؤيتها..حتى اجتماع المكتب السياسي الذي أبطل عضويتها حضرته حتى مشارف النهاية..هذه الحكمة لم يتمتع بها آباِؤها في الحزب الكبير فارتفعت الأنفاس وضاقت الصدور.
بصراحة.. هذا امتحان للدكتور جلال الدقير مساعد رئيس الجمهورية.. بقدر احترامه للقانون والمؤسسات ستكون درجات كسبه..رغم مهارة جلال الدقير وخبرته السياسية أخشى عليه من الرسوب في امتحان مكشوف.