مقالات متنوعة

مؤمن الغالى : ونسة محفوفة بالجمال .. 6-6


الحبيب الغالي جداً والصديق الرائع أبداً “إكس”
وأقسم صادقاً أن أشواقي لك لم تفتر .. تلتهب يشتد أوارها.. وقد انقطعت عن “الونسة” الراقية الهادفة معك لمدى أيام ثلاثة.. ومع الفارق الهائل – طبعاً- فقد كان خالد سيف الله المسلول.. وعندما يعود من غمار المعارك يمسك بالمصحف الشريف وهو يبكي مخاطباً “المصحف” لقد شغلني عنك الجهاد.. وأنا ومرة أخرى مع الفارق فقد شغلني عنك بعض الأحبة “الأخوان”، والرجل يكيل لنا بالربع الكبير، بل تبلغ به الجرأة والتعدي على كل الخطوط ليخرجنا عن الملة وينزع عنا ثوب الإسلام.. فكان لابد من القيام بـ “ تجريدة” خضنا معه فيها المعارك بالثبات والعقل، وقابلنا فيها المدافع، كان تزيد أو تقل، حتى انتصرنا وتركنا “عمورية” كما تركها المعتصم بل غادرتها.
مثلما غادرها المعتصم.. والتاريخ يروي
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى
يشله وسطها صبح من اللهب
فالشمس واجبة منذا وقد أفلت
والشمس واجبة منذا ولم تغب
الآن أعود لك يا حبيب.. وكان من ضمن أسئلة امتحانك سؤال يقول.. هل “مؤمن” أن الانقاذ قد خلعت فؤادك مثلما خلعت فؤاد “صاحبنا” “بتاع برج إيفل” أبداً ياصديقي – أعزك الله- فأنا لست مثل ذاك الذي ربح الدنيا كلها، ولكنه خسر نفسه، أنا لن آكل في مائدة الإنقاذ ليلاً، ثم اشتمها صباحاً.. وشتان بين برج إيفل وبين مشروع أحبابنا الأخوان الحضاري.. أطمئن ياحبيب.. الانقاذ لم تخلع فؤادي، وأرجو أن تزداد إطمئناناً بأني لن آكل “لقمة” واحدة من بوفيه “النادي الكاثوليكي” المترف.
الحبيب الغالي.. لقد أعادني سؤالك إلى ذكرى الحبيب الراحل.. “الخاتم” ومازلت أتذكر في فرح عاصف.. كيف أن “الخاتم” وعلى صفحات كتابة الوثيقة “وما المنفى وما هو الوطن” على صفحات ذاك الكتاب قد مسح بصاحبنا “بتاع برج إيفل” الأرض وأهال عليه أكواماً من الرماد بديلاً عن قدسيه التراب.. سحائب الرضوان تهطل على مرقدك أيها الرجل الجميل.
الصديق الحبيب..
كان سؤالك الأخير في تلك الورقة الملتهبة وتلك الأسئلة الصعبة وكأنها كانت من خارج المقرر.. كان سؤالك إن كانت نفسي قد راودتني وبت أطمع أن أكون ملحقاً إعلامياً في عاصمة أوربية مترفة، كذاك الذي بقى هناك وكأنه “مسمر” بمسامير مائة بوصة حتى صار وكأنه أثر من آثار تلك العاصمة المنكوبة به، بل دعني أكون أكثر إبانة إن المنكوب الحقيقي لبقاء الرجل لسنوات وسنوات في تلك العاصمة وهو (لا يودي ولا يجيب) المنكوب الحقيقي هو الأحباب في الانقاذ، الذين يملكون شباباً (زي الفل) والسنة مؤمنة بقضاياهم، وهم أصلاً (من أهل الجلد الراس)، ولكن ماذا نقول والرجل من أوائل الناس الذين استخدموا مفتاح “من خدعنا بالدين انخدعنا له” ولكن العجيب أن ينخدع “الأخوان” وهم أهل فطنة وذكاء لمدى هذا الزمن العريض والطويل.
انتهى الزمن.. ضع القلم.. سلم الورقة.. سأحرز الدرجة الكاملة.