مقالات متنوعة

نجل الدين ادم : قراءة في حوار “شاهد على العصر” مع “الترابي”


على غير ما توقع الجميع بأن تكون حلقة “شاهد على العصر” مع الراحل دكتور “حسن عبد الله الترابي” والتي سجلتها قناة الجزيرة منذ (أكتوبر) من العام 2010 مثيرة للجدل، جاءت حلقتها الأولى هادئة ولا تحمل أية مفاجآت، أغلب ظن الناس أن الحلقات ربما تحوي حديثاً ساخناً من الشيخ سيما وأنها جاءت بعد أشهر قليلة من المفاصلة الشهيرة في العام 1999م، وخلال كل فترات الترويج للحلقات الـ(16) المتوقعة، كانت هناك محاولات عديدة لإيقاف بث الحلقات لكنها فشلت جميعها في أن تعطل عملية البث.
لا أعرف الأسباب الأساسية وراء رداءة البث وتقطيعه إلى أن تم قطع الحلقة لنقل مؤتمر صحفي لمبعوث الأمم المتحدة في ليبيا، عشم المفاجآت في الحلقات لن ينقطع سيما وأن حلقة أمس الأول كان جل التركيز فيها حول نشأة شيخ “حسن” ودارسته وتأثره بوالده، حيث لم يكن هناك تعمق في الموضوعات التي يمكن أن تثير الجدل في الساحة السياسية.
مقدم البرنامج الأستاذ “أحمد منصور” كان بارعاً في عملية الانتقال بشيخ “الترابي” في المحطات المختلفة، مما أوضح أنه مطلع بشكل كبير على معلومات مختلفة عن حياة “الترابي”.
الحلقة الأولى وهي الحلقة المفتاحية التي يمكن أن تقود إلى حلقات أكثر إثارة، لذلك فإن الكثير من المشاهدين توقفوا عند محصلتها، فبدا الأمر لهم كأن الحلقات اللاحقة ستكون بذات الوتيرة!
المتابع لأجوبة دكتور “الترابي” يكتشف بصورة واضحة مقدرة الراحل على قيادة دفة الحوار بالنحو الذي يريد وليس كما يريد المحاور، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال إجاباته حول الأسئلة التي طرحها له “أحمد منصور” ومحاولة نسب البعض الأشياء إلى جمهورية مصر، إلا أن “الترابي” كان حاضراً بإجاباته التي استعصى معها نسب ما هو غير منسوب لمصر.
أجد نفسي متفقاً مع الذين يرجحون أن الحلقات القادمة لن تحمل أية مفاجآت، وأنه إذا كان هناك من مفاجآت ربما تكون في نطاق محدود لا يقترب بأي حال من الأحوال إلى ما يتخيله البعض بشأن حالة السخط التي كانت سائدة بين المؤتمرين ما بعد المفاصلة.
نأمل أن تتم معالجة المشكلة التقنية التي تعذرت معها مشاهدة الحلقة بالنحو المطلوب، أتوقع أن تكون الحلقة الأولى من “شاهد على العصر” حققت نسبة مشاهدة فريدة من نوعها.
حلقات “شاهد على العصر” مع الراحل “الترابي” تحتاج بالتأكيد إلى قراءة وتحليل دقيقين، سيما وأن الراحل صاحب رؤية ثاقبة وأفكار إستراتيجية ربما يصعب أن تقرأ ما قاله من الوهلة الأولى، فـ”الترابي” يتميز باللغة الرفيعة وبالنظرة الثاقبة التي قد لا يستطيع أي شخص قراءتها، لذلك يحتاج حزب المؤتمر الشعبي الذي كان يقود دفته، والمؤتمر الوطني الذي كان أيضاً يقود دفته قبل المفاصلة، لأن يقرآ ما بين السطور في الذي قيل والذي سيقال، يحتاج مجمل الحديث الذي سيبث إلى تحليل موضوعي يستفاد منه، نحن في انتظار ما ستحمله الحلقات.. والله المستعان.