الهندي عز الدين

عودة “مشار” .. الجنوبيون منا ..!


{من المقرر أن يصل اليوم إلى “جوبا” عاصمة جنوب السودان النائب الأول لرئيس الدولة الدكتور”رياك مشار”، إنفاذاً لاتفاق السلام الموقع مع الرئيس “سلفاكير ميارديت” في أغسطس 2015 م .
{ورغم تعقيدات الوضع السياسي والأمني في الجنوب وتأزم العلاقة بين “سلفا” و”مشار” ووصولها حد المواجهة الحربية الدامية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف قتلى، وملايين النازحين، إلا أننا نأمل صادقين أن يتجاوز طرفا السلطة في “جوبا” مربع الدماء اللعين، ويعبرا حاجز التمايز القبلي الظلامي الذي قاد الدولة الوليدة خلال أقل من عامين إلى مصير مجهول، تلال من الرماد وجبال من البارود!
{استقرار الجنوب هو بالتأكيد استقرار للسودان الكبير، ونهضته من نهضتنا وتنميته تنميتنا ونماؤه من نمائنا، هكذا يتحدث ويتنفس ضمير الشارع في “الخرطوم”، “مدني”، “الأبيض”، “الفاشر”، “نيالا” و”الجنينة” وكل بقعة من أرض السودان (الشمالي) .
{الجنوبيون منا وإن انفصلوا ..
{الجنوبيون منا وإن اختطفتهم مجموعة (الحركة الشعبية) من عملاء أمريكا ويوغندا والصهيونية العالمية بموافقة ساستنا في الشمال واقعين تحت أثر الخديعة، فكان حصاد ما زرعوا فشل الدولة ودخولها في حرب مستعرة لعامين كانا أشد فتكاً بالمدنيين من حرب الخمسين عاماً بين الحكومات المركزية في “الخرطوم” والمتمردين في الجنوب من “أنانيا” إلى “حركة قرنق”.
{ وشاءت الأقدار هذه المرة أن تندلع حرب “الدينكا” و”النوير” وقبائل أخرى – كما توقعنا قبل الانفصال ولم يتوقع الأمريكان – دون أن يكون (الشمال) طرفاً فيها، لا من بعيد ولا من قريب، ليثبت التاريخ خطل الدعاوى الغربية الاستعمارية.
{اليوم يصل “مشار” إلى “جوبا”، نائباً أول لرئيس الجمهورية، مسنوداً في الحكومة الجديدة بما لا يقل عن (10) وزراء حسبما يقول الاتفاق، فلتستقبله “جوبا” فاتحة ذراعيها وقلبها، ليلحق شعب الجنوب ما فاته من عقود التمرد الأرعن، وما تلاها من سني الانفصال الخمس، والحصاد خراب كبير، وحزن دفين، وحسرة لا حد لها في جوانح أهلنا الجنوبيين .
{نحن مع “سلفا” حتى يتوقف عن تمرد (قطاع الشمال) لأن الأب يعفو عن ابنه مهما عصى، ونحن مع “مشار” العقلاني الذي يبحث عن مصالح شعبه بعيداً عن دعم المعارضات الأجنبية .
{كلهم منا “دينكا” و”نوير”، “شلك” و”باريا”، “زاندي” و”مورلي”، “أشولي” و”تبوسا” .. فعندما اقتتل جيشا الحركة الشعبية هرولوا إلينا مرة أخرى بمئات الآلاف، ولم يتجهوا جنوباً إلى “يوغندا” و”كينيا” اللتين يسعى إليهما (لصوص) السياسة وجنرالات الجيش، لحفظ الأموال في بنوك “نيروبي” و”كمبالا” !
{فلندعُ جميعاً للجنوب بالخير .. والسلام .. والتنمية.


تعليق واحد