منوعات

الكاتب “سعيد الوهابي”:لو بقيت “غادة المطيري”في السعودية لأصبحت مُدرسة جغرافيا في الدوادمي!


قال الكاتب “سعيد الوهابي” عبر مقال له نشره موقع “عين اليوم” أن إنجاز الدكتور السعودية غادة المطيري يجب أن يحسب لأمريكا التي درست وعملت فيها منذ مراهقتها ,مشيرا بأنها لو بقيت في السعودية لأصبحت مُدرسة جغرافيا في الدوادمي.
يقول الوهابي في بداية مقاله :ببساطة الدكتورة غادة المطيري ليست سعودية بإنجازاتها، فمجدها المهني يجب أن يُحسب ـ بعد توفيق الله ـ لأمريكا، الدولة التي درست وعملت فيها منذ مراهقتها وخلال العشرين سنة الماضي. هناك الكثير من الأغلفة والخرافات والمبالغات التي تغطي غادة المطيري الحقيقية، الاسم الذي يردده السعوديون بانبهار وخيلاء وطني رهيب، في كل مناسبة ـ وحتى حين تبحث عن اسمها بشكل عشوائي في تويتر ـ تجد البعض يتحدث عنها باعتبارها امرأة سعودية استطاعت أن تنجح وتحقق إنجازاً مميزاً، فتكون الرسالة “إن فعلتها غادة فانت أيتها المرأة السعودية تستطيعين”. وهذه هي مشكلتي مع غادة بالتحديد.

ويضيف:هذا المقال هو جزء من سلسلة من مقالين أو ثلاثة نشرتها سابقاً في ذات الموضوع، حول تفكيك النجاح / الناجحين في السعودية ومحاولة تعميم أي حالة كسياسة عامة يستفيد منها صانع القرار، بمعني أنني في رحلة بحث مستمرة عن شخص ناجح ومميز من الجنسين يمكن تعميم حالته لشريحة واسعة من الناس.

نأخذ غادة كمثال ونحاول تفكيكها، فهي ولدت عام 1976 وفي محيطها الكثير من المميزات التالية:

أولاً هي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية فتستحق الجنسية الأمريكية بالولادة.

ثانياً والدها مثقف ومتعلم وحصل على بعثة مبكراً في عقد السبعينات الميلادية.

ثالثاً والدتها كانت من القلة ـ أقل من 10% ـ ممن حضين بتعليم عالٍ في ذلك الوقت لتصبح معلمة.

رابعاً إخوانها الثلاث أطباء.

هل نتوقع منها إذن أن تذهب وتدرس في كلية المجتمع قسم البنات؟ لا.

هل غالبية السعوديين يحملون الجنسية الأمريكية؟ لا.

هل جرت العادة أن يرسل غالبية السعوديين بناتهم للدراسة في سن مبكرة؟ لا.

هل كانت العائلة استثنائية من حيث التعليم واسبقيته؟ نعم.

إذن هل يمكن تعميم تجربة غادة المطيري؟ لا.

السؤال المهم لماذا يفخر السعوديين فعلاً بالعالمة غادة المطيري؟ هل ترضاها لأختك..

وقفت غادة نفسها أمامي، بالضبط على بعد أمتار متحدثة في منتدى التنافسية الدولي مطلع هذه العام في الرياض، بعد دقائق من حديثها بدأت بالتحديق في وجوه الأشخاص حولي، لم أفهم ما الذي تتحدث عنه وكي لا أشعر أنني الوحيد الذي لم أفهم ركزت نظري نحوها طوال الوقت، بعد 20 دقيقة خرجت من القاعة، وبعد استبيان صغير مع حاضرين اكتشفت أن الغالبية لم يفهموا ماذا ارادت أن تشرحه لنا، وهو موضوع علمي بحت.

البحث العلمي كلمة سحرية في السعودية، لكنه “ما تأكل عيش”، ببساطة البحث العلمي للسبائك، بينما المحاماة وريادة الأعمال والمالية ووظائف الإعلام والاستشارات وهندسة المشاريع التجارية هي دائماً أكثر جاذبية وراحة وعلاقات ودخل وبريستيج اجتماعي.. إلخ.

ويختم الوهابي مقاله قائلا: تأمل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ـ وهي الوحيدة ـ التي تُخرج طلاب بكالوريوس مؤهلين بمعايير عالمية، خلال السنة ونصف الماضية ألتقيت شخصياً بأربعة من أعضاء هيئة التدريس الذين تركوا الجامعة والتحقوا بالقطاع الخاص والأعمال. شريحة كبيرة من الخريجين يستهدفون الشركات الكبيرة في النفط والصناعات والإدارة، بينما يتجه آخرون لبدء أعمالهم التجارية، لا يوجد أي حافز حقيقي لخلق أكثر من غادة جديدة في البلد، ناهيك عن استقطاب من يشابهها.إذن نحن نفتقد النموذج الوطني القابل على افتراض وجود بديل للعالمة غادة، وايضاً نفتقد الحافز أن نكون لدينا مثل غادة المطيري…الأمريكية.

 

المرصد

 


تعليق واحد