الطاهر ساتي

حماة مسمار جحا..!!


:: ما يحدث اليوم لوجدي ميرغني وآخرين بفضائية النيل الأزرق حدث لجار العم جحا قبل قرون .. باع عمنا جحا داره لجاره، ثم غرس مسماراً في جدار الدار وألزم الجار بأن عقد بيع الدار لا يشمل المسمار، فوقع الجار على عقد المبايعة وما فيه من هذا النص الغريب..وبهذه الموافقة، ظل عمنا جحا يطرق باب الجار يومياً، وأحياناً مرتين في اليوم، ليتفقد حال مسماره.. فاستاء الجار، ثم هرب من القرية تاركاً داره و (مسمار جحا)..!!

:: أسهم الحكومة في النيل الأزرق بحجم مسمار جحاً، أو( عود مرا) كما يصف المثل الشعبي ..(25%)، أو أقل..ومع ذلك، عندما يُفكر الشريك -صاحب القدح المعلى من الأسهم – في تطوير الشركة بحيث يكون الإعلام صناعة و إحتراف و رسالة وقضية وليس مجرد ( أغاني وأغاني)، يرفضون الفكرة ثم يهاجمون من وراء الحجاب..وما لا يعلمه الرأي العام أن حماة أسهم الحكومة بالنيل الأزرق كبدوا الشيخ صالح الكامل (خسائر فادحة)، لحد الهروب بجلده تاركاً لوجدي ميرغني فقط شعار القناة وبعض المذيعين والمذيعات و السر قدور ..!!

:: تآكل رأس المال المدفوع نقداً من خزينتي صالح الكامل والشعب السوداني كما يؤكد تقرير المراجع أبوبكر مارن الصادر بتاريخ 24 ابريل 2014 ، ثم تراكمت الخسائر – عاماً تلو الآخر – حتى تجاوز مبلغ ( 30 مليار جنيه)..ومن شر البلية في تقرير أبوبكر مارن، رغم عجز حماة أسهم الحكومة عن حفظ رأس المال من الإنقراض، ورغم تسببهم في تلك الخسائر المليارية المتراكمة، وجد المراجع أن عدد الحسابات المصرفية للقناة بلغ خمسة عشر حساباً مفتوحا بنصف بنوك الخرطوم التجارية، وكان هذا الرقم أكثر من عدد المذيعين بالقناة في ذاك العام.. وهذا يكفي لهروب صالح الكامل و أي عاقل آخر ..!!

:: وإشتري وجدي ميرغني أطلال القناة وخسائرها، ثم عقد ورشة واقع ومستقبل القناة بفندق كورنثيا، وجمع فيها خبراء الإعلام بحضور مناديب مسمار جحا المسمى بأسهم الحكومة..ثم كانت من أهم توصيات الورشة تحويل تلك الأطلال والخسائر إلى مؤسسة إعلامية متكاملة، أي كما كل المؤسسات الإعلامية المتكالمة تطلق القنوات المتخصصة وتبث الإذاعات المتخصصة وتصدر الصحف المتخصصة وتفتح مراكز التدريب ، وبهذا تكون قد فتحت المزيد من منافذ الوعي والمعرفة والثقافة ثم توفر فرص العمل والإبداع للشباب ثم تُخرج شركات الإنتاج الإعلامي من دائرة العجز و الخمول وإعلانات ( بسكويت محشي)..!!

:: وكثيرة هي فوائد المؤسسة المتكاملة التي سعى لتنفيذها – بوعي و معرفة – وجدي ميرغني في حوش النيل الأزرق، ولكن متاريس حماة مسمار جحا حالت دون تحقيق هذا المشروع الإعلامي..رفضوا المشروع كما تقول خطاباتهم التي سننشرها – باذن الله – يوم السبت، لتعرف الناس بأن بنيان أي نجاح لن يكتمل يوماً في حياة بلادنا و أمثال هؤلاء الحماة يهدمون ويرفضون..وليس في أمرهم عجب، إذ سقف خيالهم لم – ولن – يتجاوز في النيل الأزرق أغاني أول النهار ثم فاصل إعلاني ومدائح منتصف الليل، وأن مدى خيالهم لم – ولن – يتجاوز إدارة الفشل بحيث ينتج و يبث ( الزبد والغثاء)..وكان طبيعياً أن يخرج وجدي ميرغني مشروع المؤسسة المتكاملة من حوش النيل الأزرق إلى فضاء أرحب، وهذا أيضاً يؤرق مضاجع حماة مسمار جحا..!!