مقالات متنوعة

سمية علوي : رب ضارة موحّدة..


لم ولن ننجح في التخلص من تطبيق نظرية المؤامرة في تحليلنا للأوضاع، ولما يحدث من حولنا وفي إقليمنا، لأن نظرية المؤامرة هي من تبرهن أبدا صحة قوله تعالى: “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”.. إنها الحقيقة إلاّ لمن استكبر وأصيب بالعمى عن حقد الكثيرين على الجزائر، وباقي الدول العربية باسم الديمقراطية والحريات المغشوشة، الحريات الانفصالية، والحريات الفتـّانة والمثيرة للانقسام..

ألم نكن نحلم بالوحدة؟ بولايات عربية متحدة؟ اليوم بات كل واحد منا يرى في بقاء الدول العربية الاثنتين والعشرين، والجغرافيا الموروثة عن الاستعمار الفرنسي والبريطاني أكبر حلم.. لكنّ سنة الحياة تقول إنّ لكل قوم خارجين عن الملّة، كي لا نقول “خونة” يعملون على تحقيق أمنية الاستعمار القديم الحديث الرامي إلى جعل الجزائر بؤرة توتر أخرى في المنطقة، بعد أن استعصى الأمر على الفيلسوف الفرنسي وعرّاب الربيع العربي ومهندس الجغرافيا الحديثة “برنار هنري ليفي” منذ 2011.. بيد أنّ هذا الفيلسوف لا يدري أنّ كل الجزائريين فلاسفة، ويفقهون في كيفية هندسة الوحدة، والذود عن كل حبة رمل وتراب مسقي بدم مليون ونصف مليون شهيد، فاتورة ثورة تحرير من استدمار دام أكثر من قرن وربع القرن.. فترة ليست بالهينة، وثمن ليس بالبخس، فلا “ليفي”، ولا الانفصالي “فرحات مهني” يقدر على أسود جرجرة، ذلك أنّ الرحم الذي أنجب الشهيد “عميروش” ابن منطقة “القبائل” الأحرار، لم يصب بالعقم ولن يغلى على الجزائر تقديم الغالي في سبيل بقائها أبدا..

على كل، لا خير في من مدّ يده للصهاينة وزارهم في 2012، وهو ما قام به “مهني” لكسب الدعم والاستقواء، ونحن لا نتقوى عليه ولا نعاتبه، وفي الوقت ذاته لسنا هنا ضد اليهود لأنهم أهل كتاب، ولكننا ضد الصهاينة لأنهم أهل فتنة وعنصرية، ما فتئ الفلسطينيون يصدونها بصدورهم العارية.. المهم أنّ هذا الانفصالي لا يزيد المنطقة إلاّ لحمة، كالهزة الارتدادية التي تقرّب الصفائح الصخرية وتدنيها.