تحقيقات وتقارير

القيم وأسباب تدنيها ..


تختلف القيم من مجتمع الى آخر، ومن شخص إلى شخص، لكنها هي شيء اساس لكل انسان، ولكل مجتمع يسعى لبناء نفسه وتطوير البنية الاجتماعية والاقتصادية وتنشئة أجيال مخلصة لوطنها، القيم هي خصائص أو صفات مرغوب فيها من الجماعة مثل التسامح والعدل والأمانة والتعاون والإيثار، وهي تحافظ على النظام الاجتماعي والاستقرار الاجتماعي، وهي التي توجه سلوك المجتمع وتحدد الفرق بين الحلال والحرام، والصحيح والخطأ، والجيد والسيئ، وهي ضوابط أخلاقية تحدد سلوك الفرد وتوضح الطريق الصحيح للفرد مما يقوده الى أداء دوره في المجتمع، وعمل سياج منيع يحميه من الوقوع في الذنب أو الوقوع في ارتكاب اي عمل يخالف ضميره، او يتنافى مع مبادئه واخلاقه، شواهد من قيم سامية في القرآن الكريم قال تعالى: «والعافين عن الناس» وقال تعالى «والموفون بعهدهم إذا عاهدوا» وقال تعالى «والصابرين في البأساء والضراء». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.. وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً». وتكمن اهمية القيم في انها اولاً تحثنا على القيام بأوامر ديننا الاسلامي قولاً وعملاً، ومن خلال هذا المعيار نحدد ما هو مرغوب وغير مرغوب، يكتسب الواحد منا القيم من مصادر مختلفة منها بالفطرة، او شخصية الفرد، والوالدين والاسرة، الاصدقاء، والبيئة من حوله، المدرسة والمعلمين، الإعلام… وغيره، ومن الملاحظ تناقص هذه القيم بمجتمعنا وخاصة لدى الشباب، ومن اشكال هذا التناقص الاعتداء على الممتلكات العامة، وعدم المحافظة على نظافة المرافق العامة، عقوق الوالدين، السرقات، التحرش الجنسي،… وغيره، ولابد من معرفة اسباب تناقص هذه القيم لدى الشباب، ومن اهم هذه الأسباب اولاً ضعف الوازع الديني، القدوة السيئة فأغلب الشباب الآن يتخذون المغنين والممثلين قدوة لهم، الفقر والحاجة وهو سبب السرقات، عدم تلقي التربية الصحيحة من الوالدين، استخدام العنف مع الطفل او بالعكس الدلال الزائد للطفل، الرفقة السيئة ، عدم قيام المدرسة بتعليم الطفل المبادئ الصحيحة، الاستماع للاغاني، مشاهدة الأفلام الاباحية، الظلم، المشاكل الاسرية، الجهل وضعف التعليم، الاختلاط، غلاء المعيشة، وغيرها من الاسباب، ولمعالجة هذه الظواهر وإعادة زرع القيم وتقويتها لدى الشباب لان الأزمة الأخلاقية ليست ازمة فرد، لذا علينا جميعاً ان نتعاون لحل هذه المشكلة افراداً ومجتمعاً، وذلك بنشر تعاليم الدين الاسلامي وبيان الحلال والحرام، والثواب والعقاب، وتقوية الوازع الديني لدى الفرد والحرص على أعمال الخير والبعد عن المعاصي، وزيادة المعرفة والتوثيق، ومتابعة الأطفال في مرحلة المراهقة ومتابعة اصدقائهم ونصحهم وعدم استخدام العنف، قيام الإعلام بالتوجيه والإرشاد بالتعاون مع المجتمع في حل هذه المشكلة من خلال البرامج الدعوية، مراجعة المناهج الدراسية وطرق التدريس، وترسيخ المبادئ والأخلاق الحسنة، الصدقة وفعل الخير، طاعة ولي الأمر، نشر العدل، قيام الحكومة بواجبها تجاه الشعب بأكمل وجه وتوفير حياة كريمة لكل فرد.

محمد بشير الطريفي

الانتباهة