د. عبير صالح

كشكول خاص عن السكري


ما هو مرض السكري؟ هو ارتفاع في نسبة السكر بالدم وهي حالة مزمنة تنتج عن نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين والذي هو عبارة عن هرمون تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكرفي الدم للدخول الى خلايا الجسم حيث يتحول الى طاقة تساعد الجسم على الحركة عندما يقل الانسولين في الجسم فان السكر يزيد في الدم ولا يستطيع الجسم الاستفادة منه ولذلك نراه يظهر في البول-وتكمن أهمية هرمون الأنسولين في قدرته على تحويل السكر الزائد عن حاجة الجسم الى مركب (جلايكوجين) يتم تخزينه في الكبد والعضلات لاستخدامه عند الحاجة.

العوامل التي تساعد على ظهور المرض:
عوامل وراثية وعائلية فاذا كان أحد الوالدين مصابا بالسكري فان احتمال اصابة الابن في منتصف عمره تقارب 10% بينما اذا كان كلا الوالدين مصابا فان احتمال الاصابة تزيد وقد تصل 30% أو أحثر عندما يتقدم العمر- السمنة وقلة النشاط الجسماني فالافراط في تناول الطعام وبالأخص السكريات وقلة البدني يؤديان الى زيادة الوزن وبالتالي تزداد احتمالية الاصابة بالسكري- تناول بعض الأدوية مثل مركبات الكورتيزون (حبوب.. الخ) وبعض مدررات البول وحبوب منع الحمل- تعاطيالكحول والخمور التي تؤدي الى تلف البنكرياس- اصابة الجسم ببعض أمراض الغدد الصماء وكذلك اعتلال البنكرياس والكبد المزمن- عوامل نفسية كالتعرض للمصائب والمحن الشديدة أو اصابة الجسم بالتهابات حادة اثر حوادث خطيرة أو عمليات جراحية- الحمل ويعرف بسكري الحمل ويكون مؤقتا.
ما هي انواع مرض السكري؟:
النوع الأول: سكري الصغار وتكون الاصابة به قليلة 10% تقريبا ويحدث في سن الطفولة والشباب تحت سن 25 سنة بسبب القابلية الوراثية والجينية المسؤولة عن الاستعداد للاصابة به من أحد الوالدين بالاضافة الى توافر بعض العوامل التي يعتقد انها تساعد على حدوث الاصابة مثل اصابة الطفل بالتهاب ما أو اصابته بنوع معين من الفيروسات ويكون البنكرياس عاجزا تماما عن افراز الأنسولين وهذا النوع معتمد كليا في علاجه على الانسولين.
النوع الثاني: سكر الكبار ويصيب البالغين فوق سن الأربعين مع وجود بعض الاستثناءات وترجع الاصابة به الى مقاومة الجسم للأنسولين أو قلة انتاج الأنسلوين بين زيادة الوزن أو السمنة ف هذا النوع غير معتمد في علاجه على الأنسولين.
النوع الثالث: سكري الحمل يطلق هذا المصطلح على السكري الذي يصيب المرأة في فترة الحمل فقط ويكون مؤقتا حيث انها ترجع لحالتها الطبيعية بعد الولادة وهو يماثل سكري الحوامل في العديد من الأوجه فعلى سبيل المثال في قلة الأنسولين النسبية وضعف استجابة انسجة ال جسم للأنسولين ويمكن الشفاء منه نهائيا ولكنه يتطلب مراقبة طبية دقيقة أثناء فترة الحمل ولكن 20- 50% من الأمهات اللائي عانين من سكري الحوامل يمكن أن يصبن بالنمط الثاني في مراحل لاحقة في حياتهن.
ماهي أعراض السكري؟:
ان مدى شعور المريض بأعراض ارتفاع السكر يختلف من شخص الى آخر لذا توجد صعوبة في معرفة نسبة السكر في الدم من خلال الأعراض الظاهرة وهي:
كثرة التبول-زيادة العطش وكثرة شرب الماء الشعور بالجوع-نقص الوزن- الارهاق والتعب- زوغان البصر-بطء التهاب الجروح- تقلصات في العضلات.
ما هي أسباب ظهور أعراض الارتفاع؟
تناول كمية كبيرة من الطعام- قلة الحركة أو عدم القيام بالتمارين المعتادة- عدم اخذ علاج السكري- المرض أو الاصابة بالالتهاب الحاد الوقوع تحت ضغط نفسي
كيف يشخص مرض السكري؟
اولا العرض الطبي الدوري:
يشخص النمط الأول والعديد من حالات النمط الثاني من قبل الطبيب بناء على الأعراض التي تظهر في بداية المرض مثل كثرة التبول والعطش الزائد وفقدان الوزن والتعب غير المبرر ويعاني حوالي ربع المرضى بالنمط الأول من السكري من تحمض الدم الكيتوني او عندما يعاني المريض من أمراض مثل السكتة القلبية اعتلال الكلى بطء التئام الجروح أو تقيح القدم أو من مشكلة معينة في العين أو من ولادة طفل ضخم الجثة أو من انخفاض مستوى سكر الدم (هذا بالنسبة للحوامل بعد الولادة).
ثانيا: الفحص المعملي:
يتميز مريض السكري بارتفاع متقطع أو مستمر في جلكوز الدم ويمكن الاستدلال عليه بواحد من القيم الآتية:
قياس مستوى الجلوكوز في الدم أثناء الصيام وهذا الأفضل- قياس مستوى الجلوكوز بعد ساعتين من تناول 75 جرام جلوكوز كما يتبع في اختيار تحمل الجلوكوز- قياس عشوائي لمستوى جلوكوز الدم قياس نسبة الهيموجلوبين الفيلكوزيلاني: يستخدم لمدى فعالية العلاج ولكنه يستخدم في التشخيص أيضا لتتبع التغيرات التي حدثت من قبل وهل مستوى السكر كان منتظما في الأشهر السابقة أم لا- فحص البول السكر والأستون- ويوصى بعمل فحص السكري للعديد من الأفراد في مراحل حياتهم المختلفة وكذلك لأولئك الذين لديهم احتمال عالي للاصابة بالمرض مثل البدينين وأصحاب التاريخ العائلي ويفحص المرض دوريا للتحكم في المضاعفات.
ما هو علاج مرض السكري؟
مرض السكري داء مزمن لايوجد علاج ناجع له لكن هناك وسائل كثيرة له وفعالة للسيطرة عليه والحد من مضاعفاته ومن أهمها:
التشخيص الصحيح: على المصاب وأفراد عائلته أن يتفهموا طبيعة المرض وأن يطبقوا الارشادات من قبل الطبيب بدقة واهتمام واتقان واستخدام اجهزة فحص السكري
الحمية الغذائية: بحيث ينظم الاعتدال في تناول الكربوهيدرات كالسكر والأرز والخبز والاعتدال في تناول الدهون والاكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالخضروات والفاكهة مع الانتباه لكمية السكر الموجودة بها.
كذلك يمكن استخدام المحليات الصناعية مثل السويتام عند الرغبة في تحلية القهوة والشاي والعصير ويفضل بدون ذلك إن أمكن يجب الالتزام بكمية السعرات الحرارية الموصى بها من قبل الطبيب المعالج.
يجب موازنة في الغذاء بحيث يحتوي على النشويات والبروتينات والدهون والفتامينات وبنسب دقيقة ومحسوبة-
ممارسة الرياضة يوميا اذ تعمل التمارين الرياضية على استهلاك جزء كبير من سكر الدم وتخفيض نسبة الدهون في الجسم.
العلاج الكيميائي أو الأدوية ويوجد نوعان من العلاج:
استخدام الحبوب الخافضة للسكر وهذه تعطى للمصابين من النوع ال ثاني (سكري الكبار) ويمنع اخذها من قبل المصابين بالنوع الأول (سكري الصغار) ولكن هذه الحبوب تفقد فعاليتها بمرور الوقت وعندئذ فانه يجب التحول للانسولين وهذه الحبوب تعمل على تحفيز البنكرياس لافراز الانسولين.
استخدام الأنسولين يقوم بخفض السكر فورا وهو النوع الأول من مرض السكر ويمكن اضافته للنوع الثاني مع الحبوب الخافضة اذا لزم الأمر على حسب ما يقرر الطبيب المعالج- العلاج النهائي هو زراعة البنكرياس.