جمال علي حسن

مدثر.. الورد في معسكر الشَوكْ


مدثر عبد الحكم علي الطاهر (القومة ليك) يا بُني.. أنت مثال لقوة الإرادة أيها الصبي العصامي المتفوق، فقد أضأت بنور العلم والجد والاجتهاد ظلمة ليل معسكر أبو شوك..
كان لمدثر ألف عذر يجعله ينهزم مبكراً ويبرر لنفسه الاستسلام فما يكابده هو وأهله من ضيق ومعاناة ظل مادة أساسية لأخبار المآسي والتعريف بالآلام الإنسانية، وصفحة بارزة في كتاب البؤساء الجديد في هذا العالم.
بؤساء لكنهم عباقرة.. معدمون وأغنياء بعزيمتهم وإصرارهم على النجاح.. نازحون نعم.. لكنهم يمثلون رأسمال الاستقرار الآتي لبلادنا ومستقبل أهلهم ومستقبل هذا الوطن .
ولو كنت أعجب من شيء لأعجبني
سعي الفتى وهو مخبُوءٌ له القدرُ
يسعى الفتى لأمورٍ ليس مدركها
والنفس واحدةٌ والهم منتشرُ
والمرءُ ما عاش ممدودٌ لهُ أملٌ
لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثرُ
مدثر النازح المتفوق الذي حاز على المركز الأول مشترك على مستوى ولاية شمال دارفور أحرز 279 درجة بفارق درجة واحدة عن المجموع الكامل 280 درجة، أنار ظلمة ليل أبو شوك بشمعة وفانوس و(حبوبة ونسيني) لينتزع بها مقعد النبوغ من فم البؤس والألم والمعاناة متقدماً بدرجات تفوقه على 35 ألف طالب جلسوا لامتحانات شهادة الأساس في ولاية شمال دارفور ..
ومدثر يتدثر بقوة إرادته ويتزمل بجده واجتهاده وإصراره على التفوق تضيء له والدته السيدة العظيمة رقية آدم عيسى خيط الضوء المغمور في زيت الأمل في زمان لا يكاد بعض رصفائه وأبناء جيله يعرفون دوراً للشمعة سوى وضعها على تورتة الاحتفال بذكرى ميلادهم ولم يسمعوا بالرتينة أو الفانوس ولا حتى ذلك (الفانوس الذي حرق القطية) كما في قصص وحكايات الانتخابات البرلمانية القديمة في السودان .
مدثر عبد الحكم تكاد تكون أول من قدم خبراً يرتبط بمعسكر أبو شوك ولا يحكي عن أزمة أو حادثة أو معاناة أو وجع قائم وليل قاتم داخل هذا المعسكر.. لقد نجحت في تقديم معسكر أبو شوك في باقة ورد وحب ونجاح قدمته بلغة الشموع لا بلغة الدموع..
فلك ألف تحية وتهنئة.. وتهانئنا من بعد لجميع المتفوقين في امتحانات شهادة الأساس في كل مناطق السودان.. أنتم الغد .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.