رأي ومقالات

الزول دا عرفني مريخابية كيف؟؟ هسع نلقاها منك؟ ولا من وفاق سطيف


المجانين في نعيم
توووووت …أوقفني بصفارة عالية وهو يحمل علما احمر في يده …(الزول دا عرفني مريخابية كيف؟؟ هسع نلقاها منك؟ ولا من وفاق سطيف) …تلفت حولي ..نعم يقصدني انا ..كان يتقدم نحوى بخطى بطيئة متمعنا في وجهي وكأنه يعرفني ..او ربما اشابه شخصا يعرفه ..ما ان وصل قبالتي حتى صفر مرة اخرى مشيرا لي بالتحرك وهو يقول (البلد خربت من النسوان اشتغلن )…تحركت من امامه وانا أغالب الضحك ..يبدو ان سبب جنونه احدى النساء العاملات ..ربما كانت رئيسته في العمل ؟..او ان زوجته كانت امراة عاملة ..او جن جنونه من العمل في مكتب ملئ ببنات حواء ؟؟..ايا كان السبب ..يبدو ان مقولة (فتش عن المرأة ) ..صحيحة خاصة في هذه الحالة ..او حالات كثيرة اخرى ..أغلب المجانين الذين يتجولون في الشوارع رجال ..هل يعني هذا ان الجنون لا يصيب النساء ؟ .. النساء يسببن الجنون …ويجلسن (فراجة).. عفيت منهن ..اعتقد وانا مسئولة عن هذا الاعتقاد ..ان للنساء قوة احتمال اكبر لفيضان وتموجات المشاعر مما يجعلهن اكثر ثباتا في المحن ..ايه رأيكم في التحليل دا؟ …فجاة تذكرت احد المجانين الذي كان يدفع ب(كرتونة) دائما بقدمه ويظل يخبط عليها بشدة وهو يردد (حتى انتي يا سمية ..سافرتي ليبيا؟ ) …ولم أدري حتى الان ماهي العلاقة بين سمية والكرتونة !!..وهل سبب الجنون كان سمية ؟ ام السفر الى ليبيا؟؟ ..وانا في وقفتي هذه ..احد المارة كان يضرب كفا بكف وهو يقول (المجانين في نعيم ) ..قلت لنفسي أي نعيم هذا؟ الذي يجعل صورة شخص واحد تلح عليك ولا تفارق خيالك ؟ او يلتصق اسمه بقاع الذاكرة فيجعل لكل الناس اسم واحد ..سمية او ليلى او اي مسمى ؟ …اعتقد ان النعمة تأتي من ان المجانين يستطيعون قول ما يريدون ..دون الخوف من أي شئ ..فتجد المجنون يتحدث في السياسة ما شاء له الحديث دون الخوف من اعتقال (ناس بعرفهم) ..ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم ..بل وصل الامر في بعض الاحيان ان بعض المجانين صارت لهم مواقع ثابتة يديرون فيها حلقات نقاش سياسية .. المفارقة فقط ان موضوع النقاش دائما ثابت .. واغلب العبارات متكررة..والخروج عن النص جائز بل ومتوقع في كل وقت وحين ….هذا يعني ان الاستماع الى تلك النقاشات (على مسؤولية صاحبه)….المجنون الذي أوقفني ثم سمح لي بالتحرك ..كان يفعل ذلك مع كل مار في الشارع ..كانت الجموع تتوقف له ضاحكة وتنتظر صفارته للحركة مرة اخرى …الشئ الغريب انه لم يكن يستوقف السيارات او الحافلات ..فقط المارة الذين يسيرون على الرصيف …كانت التعليقات مرحة ..احد الشباب قال له (عليك الله ما تشيل النمرة ) ..اخر قال له (بكرة بجدد الرخصة )..لكنه لم يكن يرد عليهم ولا يبدو أنه يستمع لهم ..لا يردد غير تلك العبارة (البلد خربت من النسوان اشتغلن) ..ومن ثم يطلق صافرته …تووووت ..توووت …هززت رأسي متعجبة وانا اواصل طريقي .. احدى النساء كانت تقف بجانبي متفرجة على مجنون الحركة هذا ..قالت لي عندما هممت بالتحرك.. (صحي قالوا الجن بداوى ..كعبة الاندراوة …غايتو كان ما اخاف الكضب ..دي ياها الاندراوه ذاااتها) …صحي يا جماعة هي الاندراوه دي شنو ؟؟

د. ناهد قرناص


تعليق واحد