تحقيقات وتقارير

الباعة الجائلون وبائعات الأطعمة والشاي .. حالة رعب دائمة من “الكشة” وغرامات المحلية


اشتكى الباعة الجائلون وبائعات الأطعمة والشاي من معاملة السلطات القاسية لهم، وقالت مجموعة منهم استطلعتها “الجريدة” إنهم يعيشون في حالة رعب وخوف من دفار الكشة، لكنهم لا يملكون خياراً آخر، ودعوا المحلية لإيجاد بدائل لهم حتى يربوا أطفالهم بالرزق الحلال.
قال محمد الحسن فريش، يعمل في بالقرب من موقف الاستاد، قال “إننا نتعرض الى المطاردة من ناس المحلية “الكشة” عدة مرات في اليوم، مما يؤثر علينا سلباً من الناحية النفسية والمالية والخوف من القبض علينا ومصادرة البضاعة وإجبارنا على دفع الغرامة”، وذكر أنهم لا يملكون رأسمال يكفي لفتح دكاكين.

وأشار الى أن الغرامة تفرض على حسب قيمة البضاعة وأقلها خمسون جنيهاً.
وقال “رسالتي إلى ناس المحلية والجهات المختصة الأخرى أن تراعي ظروف الناس الفارشين في الشوارع من أجل توفير لقمة العيش”.
ومن جانبه قال تاجر السجائر والرصيد إنهم يتعرضون للمطاردة من المحلية حوالي أربع الى خمس مرات في اليوم.
وذكر أن موظفي المحلية في بعض الأحيان يأتون طوال اليوم، وفي بعض الحلات أفراد المحلية يأتون قبل “الدفار” ولا يعرفهم الباعة حتى يهربون، وقال “نحن في حالة خوف دائم”، وأشار الى إن الغرامة تكون حسب كمية البضاعة ونوعيتها، وقال “ناس المحلية في بعض المرات يفرضون الغرامة على حسب مزاجهم ومرات يعطون إيصال ومرات بدونه، وأحياناً يفقد الكثيرون بضاعتهم في المحلية دون دون أن يجدوا تعويضاً. وأوضح أن سلطات المحلية عندما تصادر البضاعة لا تردها إلى الباعة بالسرعة المطلوبة حتى يواصلون عملهم، مما يؤثر على وضعهم المالي.
قالت حواء بائعة التسالي والفول “والله ناس الكشة ديل عذبونا وقلقلوا بي راحتنا وصعبوا أكل عيشنا”، وذكرت إن موظفي المحلية لا ينظرون إلى الحالة المعيشية للمواطن والبضاعة التي صارت أسعارها عالية.

وقالت إن جميع الناس يبحثون عن العمل حتى يكفي احتياجات الأسر.
وقالت “ناس المحلية يطاردون الناس من أجل الغرامة فقط”.
وقالت “رسالتي إلى ناس المحلية نحنا عندنا أطفال نربي فيهم بالعمل تحت الشمس الحارة دي”.
الخالة مريم، تبيع الملابس الداخلية، قالت إنها تبيع هذه الملابس منذ خمسة سنوات، وأضافت “نكابد مع ناس الكشة ولا يوجد سبيل أو طريق آخر لأننا مجبورين على الشغل ونربي أطفالاً يتامى”، وأضافت “عندما نراهم نلملم فرشتي ونجري خوفاً أن يمسكوا بي ونتعرض للغرامة”، وذكرت أنها دفعت غرامة لسلطات المحلية عدة مرات.

وطالبت الخالة مريم المحلية بمراعاة ظروف الناس لأن الفريشة بينهم طلاب يريدون استكمال دراستهم وخريجون لم يجدو وظائف وأمهات لديهم أطفال أيتام.
أحمد علم، خريج جامعي، يبيع أكسسوارات في شارع العمادة بالسوق العربي، أفاد بأنهم يتعرضون للمطاردة في اليوم أكثر من خمس مرات.
وذكر أنهم يشعرون بحالة من الرعب عندما يرون دفار الكشة، وأشار الى أن الغرامة التي تفرضها المحلية عليهم حين إلقاء القبض عليهم تتراوح ما بين خمسين الى مائة جنيه، وقال إنهم أحياناً يتفادون الغرامة بـ”الكسرة”، وأشار الى أن موظفي المحلية يعرضون بضاعة البائع لمصادرة في حالة مناقشته لهم، وذكر علم أنه في بعض الحالات تطول مدة مصادرة البضاعة من قبل سلطات المحلية، ووصف معاملة موظفي المحلية بأنها قاسية.
وقال: على الجهات المسؤولة إيقاف الكشة حتى يوفروا للناس سبل المعيشة وحتى لا تكون هنالك نسبة عطالة عالية في المجتمع، خاصة وسط الشباب، وقال: يجب أن يكون هناك مختصون بتنظيم السوق والشوارع.

وفي ذات السياق قالت أم كلتوم، بائعة شاي في موقف جاكسون إنهن يتعرضن للحملات التي تنفذها المحلية بشكل يومي، وقالت “عندما نراهم نلملم المقاعد من تحت الزبائن قبل وصول الدفار، وإني إعاني منهم طيلة التسع سنين التي قضيتها بائعة للشاي من أجل تربية أطفالي وهم يأخذون عدة الشغل واستردادها منهم مقابل غرامة مالية قدرها مائة جنيه”.
ودعت الحكومة الى إيجاد معالجات للنساء العاملات في مجال بيع الشاي، وقالت موجهة حديثها إلى المحلية “خلونا نربي أطفالنا بالحلال”.

الخرطوم: الطيب عبد الله
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. لا حول ولا قوة الا بالله. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

  2. مطاردة بائعات الشاي مهما كان ظرفهن لا حرج فيه حتى تكون العاصمة حضارية بمعنى الكلمة لكن بالمقابل وقبل مطاردتهن على المحليات ان تقوم بتنظيم اكشاك دائمة لبائعات الشاي والاطعمة ..

    اما بخصوص الباعة المتجولين هذا اسلوب غير حضاري لعاصمة دولة بكاملها .. عليه يرجى من الباعه المتجولين مهما كان ظرفهم البحث عن اسلوب غير التجوال لبيع اغراضهم والاكل منها ….