مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : مهمة شاقة تنتظر الحكومة


٭ ومايروي عن السلاح من طرائف أن ضابطاً كان يستعرض جنوده فوقف أمام أحدهم وسأله: ما اسمك؟ فقال محمود يا سعادتك وما الذي تمسك به؟ فأجاب بندقيتي يا سيدي، فرد عليه: ليست بندقيتك بل هي زوجتك وشرفك، ثم انتقل إلى الجندي الذي يليه: ما اسمك ؟ عوضين يا سعادتك ما هذا الذي تمسك به؟ فأجاب : زوجة محمود يافندم.
٭ والآن المشكل الحقيقي في دارفور والخاصة بانتشار السلاح أن كثيرين جداً يعتبرون السلاح بمثابة زوجة محمود بالنسبة لهم، بل هذا أس المشكل، في وجود ظاهرة التفلت، وتجدد الصراع القبلي.
٭ كان والي جنوب دارفور المهندس أدم الفكي يتحدث إلينا بمنزله بنيالا صباح أمس الأول بلهجة غاضبة من وجود السلاح لدى المواطنين، ومن المفارقات كشف عن وجود أسلحة (دوشكا) على ظهر لاندكروزرات لدى مواطنين شاركوا بها في اقتتال قبلي، تم ردعهم لاحقاً
٭ الفكي الذي حسم كثيراً من ظواهر التفلت وردع المتفلتين ونقل بعضهم إلى سجن بورتسودان ، لفت الإنتباه إلى أن أهم موجهات رئيس الجمهورية لدى زيارته ولايات دارفور، هو جمع السلاح العشوائي.
٭ الورشة الضخمة والمهمة التي احتضنتها مدينة الفاشر بشأن جمع السلاح مؤخراً، خرجت بتوصيات مهمة وهزمها والي شمال دارفور بضعف الإعلام، خاصة وقد حضرها النائب الاول ووزراء إتحاديون وعدد كبير من السفراء، واوصت بالجمع الفوري للأسلحة الخفيفة وخطر استخدامها وحيازاتها للأفراد بشكل قاطع.
٭ كما أوصت بأن يعهد للجهات العسكرية إنفاذ برنامج نزع السلاح دون تدخل من الساسة، ولعل السياسيين امتطوا القبائل وسلحوا بعضها حتى قبل الإنقاذ بهدف الوصول إلى السلطة.
٭ لكن في تقديرى إن جمع السلاح مهمة شاقة تنتظر الحكومة، وأتوقع أن تطيح ببعض الولاة، نتيجة لعدم انصياع قبائل لقرار الجمع، واستغلال مجموعات خاصة المتضررة من (هدوء الأحوال) ، وهؤلاء تجار الحرب وبالتالي أتوقع إثارتهم للفتنة التي بدأت تغمض جفونها .
٭ كما أن سياسين مستفيدين من وجود السلاح لدى أبناء قبيلتهم لإعتقادهم أن ذلك يعزز من نفوذ القبيلة، مما يقوي موقفهم داخل الحكومة، سواء كان السياسي وزيراً بالمركز أو بدارفور وهذه واحدة من القضايا المسكوت عنها.
٭ أقترح رصد مساهمة لكل مسؤول أو قيادي من أبناء دارفور خاصة من هم بالمركز، في جمع السلاح، وذلك لتأثيرهم الكبير على الإدارات الأهلية صاحبة الكلمة النافذة والمسموعة لدى القواعد.
٭ الحكومة مطالبة بتقوية ودعم ولاة دارفور الخمس في الفترة المقبلة بشكل كبير بتعزيز الثقة فيهم أولاً، خاصة وأن أربعة منهم من خارج دارفور، لإنجاح المشروع والذي قال لي وزير الاستثمار مدثر عبد الغني بعد تدشينه معرض نيالا التجاري إن جمع السلاح المدخل الحقيقي لاستتباب الأمن خاصة بعد سحق الحركات.
٭ نجاح المشروع في عدم التمييز بين القبائل مع عدم التهاون.