مقالات متنوعة

نجل الدين ادم : “مشار” يكتم أنفاس “جوبا”!!


ما تزال العاصمة الجنوبية “جوبا” تكتم أنفاسها في انتظار وصول نائب رئيس دولة جنوب السودان السابق دكتور “رياك مشار” في أعقاب توقيعه اتفاق مصالحة مع رئيس الدولة “سلفاكير ميارديت”، وبعد أن عقد المواطنون هناك الآمال على انتهاء فواصل الموت والاقتتال والاحتراب بالانتظار أياماً طويلة مضت وزيارة “مشار” تتعثر والجميع يتخوفون من مصير تراجع الرجل في العودة ومشاركة “سلفاكير” في الحكومة.
أمس الأول وصل وفد من مجموعة دكتور “مشار” إلى “جوبا” ولكن رغم ذلك ما تزال المخاوف تتسرب في الشارع الجنوبي، أهمية تفعيل الاتفاق الموقع بين الرئيس “سلفاكير” و”مشار” تكمن في إنهاء حالة الاضطراب الأمني وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
عودة “مشار” ومشاركته في حكومة جنوب السودان مجدداً، ستنعكس علينا في السودان إيجاباً من واقع أن السودان هو المتضرر الأول من إفرازات الأوضاع هناك، لذلك تبقى الآمال عراضاً في أن يصل نائب الرئيس الجنوبي السابق، نأمل أن تكتمل الحلقات وتعود المياه إلى مجاريها.
مسألة ثانية .. كما هو متوقع لم تخرج المعارضة السياسية والمسلحة في اجتماعها في العاصمة الفرنسية “باريس” إلا بما يعزز موقفها المعروف لدينا سلفاً بعدم المشاركة في الحوار الوطني، لذلك فإن على الاتحاد الأفريقي أن يعيد القراءة فيما يسعى إليه من أدوار توافقية لكي يكون هؤلاء جزءاً أصيلاً من الحوار الوطني، ستعقد هذه المعارضة التي تضم السيد “الصادق المهدي” و”عقار” و”عرمان” و”الحلو” وغيرهم اجتماعات تلو الاجتماعات، إلا أن المحصلة لن تكون إلا مزيداً من التعنت والعصيان، لذلك فإنه من الأوجب على الوساطة الأفريقية أن لا تضع الوقت فيما لا كسب فيه أو جديد يرجى.
الأوضاع الأمنية في دارفور الآن هادئة إلى حد كبير بعد قهر الحركات المسلحة هناك، عملية الاستفتاء الذي كانت تعول عليه الحركات في إحداث فرقعات قد عبر بسلام، بل إنه أكد ما هو مؤكد أن أهالي دارفور يعرفون مصلحتهم وأنهم ليسوا بحاجة إلى من يجرهم إلى هاوية الحرب والاقتتال، أيضاً في المقابل فقد حسمت القوات المسلحة عدداً من المعارك الفاصلة في جنوب كردفان وحررت العديد من المناطق التي كانت تعتبرها الحركة الشعبية محطات مهمة لها في تحركها، كل هذه المستجدات تجعل من المواقف المتعنتة للحركات وفي ذيلها المعارضة السياسية مجرد مكابرة، لذلك من الأفضل أن تمضي الحكومة في عملية الحوار الوطني إلى نهاياته، وأن تقوم بتنزيل ما اتفق عليه، سيما وأن المخرجات الأساسية التي خرج بها المؤتمرون من الأحزاب السياسية وبعض الحركات المسلحة والقطاعات الأخرى تحمل واقعاً جديداً ومطالب كانت تدعو لها المعارضة نفسها، لذلك فإنه من الأوفق أن تتعجل في الحوار لإكمال المشوار واعتماد ما تم الاتفاق عليه عبر الجمعية العمومية للحوار، حينها لن تجد الحركات المسلحة والأحزاب المعارضة من سبيل إلا أن تخضع لما تم الاتفاق عليه.. والله المستعان.