مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : حوادث الكاملين .. الأمل والتحدي


< عودنا الكثير من السادة الوزراء والسادة المسؤولين على الظهور مع وقوع كل كارثة ليملأوا الدنيا ضجيجاً بتصريحات (شوفونية) ووعود براقة لا برق لها، وأحاديث كالرعد لا أمطار لها، وتحديداً يحدث هذا عند وقوع حادث مروري بطريق الخرطوم مدني أو طريق الموت كما أسماه البعض، حينها يخرج علينا أحد الوزراء ليحدثنا عن خطط وخطوات ستنفذ للحد من تلك الحوادث، وتمر الأيام ويتضح بعدها أن حديث السيد الوزير هو مجرد (كلام والسلام)، لا خطط نفذت ولا خطوات مشاها، ولا يحزنون، ناسي أو متناسي السيد الوزير دموع يتيم تسلل الحزن واستوطن عيونه، وقلب زوجة أصبحت في رمشة (إهمال) أرملة، وحشا أم لن تبرده السنين بعد اشتعال النيران فيه بفقد إبن أو ابنة عزيزة. وحتي لا يخرج علينا أحد فلاسفة الحكومة ويقول إنها الأقدار، دعونا نسأل: ماذا فعلت الجهات المعنية في تجهيز مستشفى الكاملين الذي يقع على الطريق، وماذا فعلت في كثير من وعودهم التي ذهبت مع الريح. نعلم كما تعملون أن الحوادث وغيرها هي أقدار، و(المقدر لابد يكون)، لكن لابد أيضاً أن تقوم الحكومة بكامل واجبها، ثم بعد ذلك نترك الأمور للمقدر والمكتوب، وهي فرصة لأقول بالصوت العالي كما قلناها مراراً وتكراراً، إن المستشفى العريق (الغريق) في مدينة العلم والنور والتاريخ (الكاملين)، يحتاج إلى نظرة عاجلة من وزارة الصحة الإتحادية ووزيرها الإنسان بحر إدريس أبو قردة الذي ننتظر منه قراراً تاريخياً سيدونه له التاريخ بمداد من نور، وهوقرار تحويل مستشفى الكاملين إلى مستشفى حوادث، ليس لأن أهلنا في الكاملين يستحقون أكثر من ذلك فقط، ولكن لأنه أكثر المستشفيات استقبالا لحالات الحوادث التي يشهدها طريق الخرطوم مدني، كما نوجه رسالتنا للأخ والي ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا، نقول له فيها إن النجاح الحقيقي ليس في تنظيم المهرجانات وسفلتة الطرق فقط، ولكنه في مثل هذه القرارات التي تهطل خيراً وبركة على كل أهل السودان، فمستشفي الكاملين ليس خاص بأهل المدينة المعطاءة ولكنه لكل عابري الطريق وما حول المدينة من قري وحلَال، لذلك نتوقع اليوم قبل الغد أن نسمع خيراً قبل أن نصاب بفاجعة جديدة (لا قدر الله) ، فنحن ليس كبعض الوزراء الذين يتحدثون في المواضيع بالمناسبات، ولكن عندنا الضروريات هي مناسبات لا تنتهي مراسمها إلا إذا انتهت بتحقيق الآمال، وأقول أيضا للسيد والي الجزيرة ولوزير الصحة في حكومته أن مستشفى الكاملين في كامل جاهزيته كمباني وأن بالكاملين رجال ونساء وشباب علي أهبة الاستعداد لبذل الغالي والرخيص في سبيل أن يتحول مشفاهم إلى حوادث تستقبل الحالات في كل الأوقات، وخاصة أن هناك منظمة (نهضة بلدنا) التي قامت بالمدينة، لا هم لها إلا البناء والتعمير والنهوض بالانسان قبل البنيان. فنتمنى صادقين من الأخ الوالي إيلا ووزير الصحة بالجزيرة أن يضعا هذا الأمر ضمن أجندة أولويات حكومتهما التي رفعت شعار (الأمل والتحدي) ، لأنه إذا لم تتحول مستشفى الكاملين إلى مستشفى حوادث بكامل احتياجاته من كادر وغيره، فإنه من وجهة نظرنا، لا أمل ولا تحدي للوالي إيلا وحكومته . خلاصة الشوف < تحياتي للإخوة في منظمة (نهضة بلدنا) فرداً فرداً ، ومنكم يتعلم الآخرون حب الأوطان.