جمال علي حسن

متى ستحققون مع مأمون حميدة وتقيلونه


ما هذا الصمت الحكومي المريب تجاه ملف مأمون حميدة والحقائق المزلزلة التي أخرجتها اليوم التالي؟ ماهذا البرود الرهيب الذي تتلحفه مؤسسات رقابية مسؤولة عن التقاط رؤوس لخيوط الفساد وتعقبها دعك عن تحقيقات صحفية كافية شافية قدمت لها كل شيء ووضعت الملف كاملاً أمام الرأي العام..
(قوة عين) الفساد في هذا البلد ترينا العجب والله.. حين لا يكتفي معسكر تضارب المصالح بالدفاع عن نفسه ومغالطة الحقائق بل يقوم ببناء ترسانة إعلامية طارئة من بعض (المُخَدَّمين) في مؤسسات تابعة لوزير ترسانة ليست بغرض الدفاع عنه بالباطل فقط بل للهجوم على من فضح أمرهم بمحاولة مغالطة حقائق الزلزال الذي ضربهم وطلع (زيت) فعائلهم.. يكذبون حدوثه من الأساس وهم يترنحون من هوله فوق ركام وحطام بنائهم الذي ساوته اليوم التالي بالأرض ولم يعد من الممكن إخفاء هذا الدمار الذي لحق به بعد سبع حلقات وسبع ضربات متتالية.
ما يفعله بعض (المخدَّمين) ورعاتهم وهم يبثون هذه المغالطات أمر يثير الضحك ويثير الإشفاق على حالهم حقاً، وما يتم الآن من محاولات توجيه ضربات شخصية لرئيس تحرير اليوم التالي والظن بأنهم قد يستفردون به في الخلاء هو ظن واهم فجميعنا مزمل أبو القاسم وجميعنا شوقي عبد العظيم وجميعنا اليوم التالي وجميعنا ضد الفساد وضد استمرار هذا الوضع المغلوط لوزير صحة ولائي يمتلك عددا من الاستثمارات الصحية الخاصة التي تقع تحت إشرافه..
هذا وضع غير مقبول وغير طبيعي ولا يجب أن يستمر حتى ولو لم تكن تلك المخالفات والتجاوزات والعقودات الباطلة والمشبوهة التي نشرتها اليوم التالي موجودة .
على الجهات المسؤولة عن مراقبة ورصد الفساد أن تتيقن بأن صمتها أمام حقائق مستندة على تقارير المراجع العام يدخلها في موقف مريب تفسيره يقول إن هذا التأخير والتأخر غير المألوف في التدخل هو تأخير يخدم أهداف محددة لمجموعة متورطة في قضية تضارب مصالح مفضوحة في الشأن الصحي العام في ولاية الخرطوم وأن استمرار هذا الصمت في ظل مواصلة حملة (قوة العين) ضد حملة كشف الفساد يهدف إلى جر القضية إلى خانة العراك الصحفي واصطياد أخطاء يتوقعون من اليوم التالي ارتكابها لاحقاً حتى يخرج علينا بعض المسؤولين حينها ليتحدثوا عن تدخلهم لتسوية الأمر ووقف (مساجلات) و(مشاجرات) ومعارك مؤسفة – كما سيصفونها – تحدث بين صحافيين بعضهم مع مأمون حميدة والآخر ضد مأمون حميدة!!
ليس هذا صحيحاً على الإطلاق، لكن بعضهم الآن يريد لهذا التحقيق المهني المحرج والنظيف الذي نشرته اليوم التالي أن يتبدد رماداً في الهواء (تشيلو الريح) حتى يغسل بعد ذلك بلاط الوزير من غبار المعركة.. حين ينشغل آخرون من أفندية الوصاية الإعلامية الذين سيقررون التدخل لاحقاً ـ ينشغلوا بغسل بلاط صاحبة الجلالة من معركة شخصية وانتهت ..!
زلزال اليوم التالي هو امتحان صعب للضعفاء من متخذي القرار في هذا البلد لكنه امتحان سهل جداً للأقوياء من متخذي القرار ولا نزال ننتظر قرارهم الحاسم..
فهذا الامتحان على كل حال سيكشف لنا بجلاء ما هي قيمة الصحفي وما هي قيمة الصحافة والكلمة وصحافة التحقيقات النظيفة في هذا البلد .
سيكشف لنا ما هو قدرنا كصحافيين هل فعلاً نحن مجرد (عرضحالجية) و(ونَّاسين) للحكومة أم أننا سلطة رابعة تحترم الدولة دورها وتقدره وتوفر لقادة الصحافة الحماية المطلوبة.. لهم وللصحافة السودانية التي لا ينكر أحد دورها الوطني وتأثيرها في المجتمع.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.