صلاح الدين عووضة

أقدار !!


*وإلى مفردة عنواننا أعلاه نسب الشاعر فشله مع فتاته..
*قال على لسان المغني (أقدار يا نور عيني، أنا كنت فاكرك لي)..
*فربما ضلت طريقها إليه لتتخذ سبيلها في بحر (المغتربين) عجبا..
*وإن صدق تفسيرنا هذا فمن العيب عليه أن يقول (كنت فاكرك لي)..
*لماذا (تفتكر) وأنت من المفترض قد خبرت جيداً (نور عينك)؟..
*فلا ذنب للأقدار هنا – إذاً- كي نعلق عليها فشلنا في فهم الآخر..
*وكذلك كثير من الفاشلين في مجالات عدة ينسبون فشلهم إلى الأقدار..
*ولا نعني الفشل بمعناه الضيق وإنما عدم إجادة التصرف ليرتد (فعلاً) سالباً..
*ومن ثم فإن بعض ما يصيبنا من مرض قد يكون بفعل أيدينا نحن..
*نعم حتى المرض وليس فقط الفشل والعجز والسقوط و(الشواكيش)..
*فمسلك خاطئ واحد يمكن أن يصيبك بحادث أو تسمم أو (ملاريا)..
*والآن قد تعجبون كيف يمكن لمسلك أن يتسبب بملاريا وهي محض (أقدار)..
*وهذا هو (مربط الناموسة) في كلمتنا هذه بعد مجادلة مع (جبري)..
*والجبرية لا يميزون بين مفهومي التخيير والتسيير في حياة الفرد..
*فهم يرجعون كل شيء إلى الأقدار وإن كان انتحاراً بكامل (الإرادة)..
*وعلى نقيضهم القدرية الذين ينفون عن الأقدار كل ما يصيب المرء..
*ورب العزة – بعدله- لا يمكن أن يحاسب عبداً على أمر قدره له تقديراً..
*ولكن الملاريا التي أصابتني- لأول وآخر مرة في حياتي- كانت من صنعي..
*ومن ثم فإن نصيحتي لكل قارئ لكلمتنا هذه أن يجنب نفسه (آلامها)..
*ونعني أن يتجنب – ما أمكن- مشاعر القلق واليأس والتوتر والإحباط..
*فتأثيرها قد يتعدى ما هو أسوأ من النزلة والقرحة والملاريا..
*وأصل الحكاية أنني كنت أنوب عن (البعض) – بالخارج- في شأن يخصهم..
*هم يرسلون إلي المال- من وقت لآخر- وأنا أحاسب من عليه التنفيذ..
*ثم انقطعت تحويلاتهم – حيناً – دون أن (ينقطع) العمل المطلوب..
*وصار (الرجل) يلاحقني أنا وأولئك في نعيم اغترابهم يرفلون..
*وبلغت الملاحقة حداً دفعني إلى أخذ إجازة لحين وصول (النجدة)..
*ولكني تركت وصية (قوية) لدى الزملاء قبل أن أغيب عنهم..
*قلت لهم أن (رجلاً) سيأتيني هنا أرجو شاكراً إعطاءه وصف البيت..
*وأنا أعني الرجل حامل (الأمانة) وليس الذي يلاحقني بسخف..
*وبعد يوم سمعت طرقاً شديداً على الباب لأجد (الرجل الغلط)..
*وابتسامته السمجة – من شدة فرحه- بعرض الباب نفسه..
*وكانت ملاريا (بعرض ديون لا يد لي فيها !!!).