مقالات متنوعة

لطيفة سعود المطوع : القانون بين الواقع والمصالح الشخصية


القانون هو ميزان العدل الذي به تستقيم الحياة، وهو الحبل الوثيق الذي يتصل بالروح فيهذبها ويزكيها، ويدفع عنها الرذائل، وكيف لا.. وهي الشرائع الراسخة التي أنزلها الله في آياته، لتتخذ في الحياة منهاجاً نقياً يشرع به كل ما ينهض بالأمة من واجبات وحقوق، واليوم في ظل ما يسود العالم من متغيرات منهجية واضحة في نظر المجتمع، بأن القوة في اختراق القوانين، وأخذ الحقوق من خلال خرق المبادئ والأخلاق، ولو كان في سبيل تفكيك المجتمع، وبث روح الكراهية خلاله، ولو ترى كم هناك من يترجم هذه القوانين حسب أهوائه ومصالحه الشخصية التي تزعزع القيم والمبادئ، وتتركها رهينة لأهواء أصحابها، وهناك من الأمثلة الكثيرة التي نراها في حياتنا، وتتعدى كل القوانين التي تلزم المواطن بأن يسعى للالتزام بواجباته نحو وطنه، وبث روح المسؤولية فيها، بحيث لا يترك هناك مجالا للشك نحوه ونحو الآخرين، بأن يكسر كل القوانين من أجل ما يريد أن يصل إليه دون وجه حق، وانتقاص دور الأحكام الرائدة في البلد، حيث إجحاف حقها في القول والفعل، وعدم احترام دور القضاء في ذلك، ونقف أيضا حول الجهل وعدم الإحاطة بقوانين البلد، فهي الأداة المساعدة التي ترمي الشخص نحو واقع لا يخدم حقوقه، ويجعله رهينة بالوقوع في الكثير من المشاكل القانونية التي كان من السهل اجتنابها حين ذاك، ولا شك أن الوطن أمانة غالية الثمن، وعلى المواطن أن يكون درعا منيعا يحفظ القانون ويطبقه رغبة في صلاح البلد وازدهاره، ورفع مكانته بين الشعوب، وهنا يظهر في ذلك الحب الذي يدفع المواطن إلى الوقوف من أجل مصلحة هذه الأرض، في كل الأحوال والظروف السائدة التي تمر بها البلاد.