صلاح احمد عبد الله

بريق الموت.. وحزن الوداع!؟!


* قد (يموت) جزء من وطن.. ويذهب بعيداً وتشتعل نيرانه حرباً ودماراً لأسباب سياسية نتمنى له الشفاء وأن يعود ذات يوم للوطن الكبير.. لنشكل (معاً) وحدة رائعة بدروسها وعظاتها بعيداً عن وهم الواعظين والأنبياء الكذبة وأدعياء النقاء العرقي والدم الأزرق..!!
* قد (يموت) ويكاد يتلاشى اقتصاد دولة بكاملها لأنه أصبح (مرتعاً) وملعباً لبعض أهل السياسة أو جلهم من الذين أعماهم الطمع وشح الأنفس وما تخفي الصدور وتذهب الثروات بعيداً الى عوالم ومدن أخرى ولكنهم مهما (فعلوا) وكبتوا الرأي.. فالهواء موجود.. والنيل والأرض وثروات باطن الأرض وسطحها لن تنضب أبداً.. مهما طال الزمن.. لأن (الحرية) هي أهم الثروات..!؟
* قد (تموت) ولو لبرهة قصيرة العادات والتقاليد وشيم المروءة التي اتصفنا بها دون العالمين لأسباب أهل السياسة وأطماعهم وتخطيطاتهم واستقطاباتهم لفئة دون أخرى.. مالاً وسلطة ونفوذاً.. ولكن عندما تشتعل (الدواخل) من فرط (الظلم).. ستعود الأمور إلى نصابها الحقيقي ويعود (الينا) ذلك السوداني النبيل الجميل.. الكريم الشجاع.. أبو كل المروءة..!!
* قد (نصاب) بالإحباط.. ونحن نرى أهل السياسة حكومة ومعارضة يتصارعون ليس من أجل تحسين أوضاعنا.. وأحوالنا، بل من أجل أنفسهم وكل أتباعهم ولكنه عندما تشرق الشمس ذات يوم.. ستتطهر الأرض بالضياء القوي..!!
* كل هذا وغيره قد تتصارع النفس مع الغير اتحاداً من أجل حياة أفضل لتحسين كل مناحي الحياة وأن يعود الزمان الى جماله وألقه كأيام السودان الخوالي سياسة واقتصاداً واجتماعياً مليئة بالحب.. بعيداً عن الجهوية والقبلية والأجندة الخارجية وما بين السطور..!!
* ولكن كيف يعود الصديق والأخ العزيز الذي غيبه (الموت).. فجأة والمرض قبلها بصورة أسرع بالطبع هو لن (يعود) ولكن ستبقى الذكريات الطيبة التي تحوي بين جنباتها الطيبة والتواضع والعلم والمعرفة.. وشيم العلماء وبساطة النبلاء منذ أن كان طالباً في المرحلة الثانوية ويتسم بالهدوء والابتسامة التي يتصدق بها علينا ونحن جيرانه من أيام الشباب عندما كنا نخوض (معارك) الحياة بكل شراستها وعند هذه المعارك كانت تلجمه الأخلاق النبيلة مثلما كنا فخورين بفتوة الشباب..!!
* كان نبله من تدينه السمح وسماحة نفسه التي تدعو دائماً الى الخير بالتي هي أحسن ساعده كل ذلك على إكمال دراسة (الطب) والتخصص في دولة المجر التي كانت تعج بالأيدلوجيات المختلفة حتى المتطرف منها.. وعاد الى بلاده وإلى ديومها الشرقية ومنها إلى جنوب البلاد أيام نيران الجنوب وما هي..؟!.. كان يعالج المرضى بأخلاقيات الطب.. وقبل ذلك بعدل الإسلام.. وعدالته وأن النفس هي وديعة الله في الأرض..؟!!
* سنوات وسنوات.. ويعود الينا في الحي الذي نشأ فيه بعد أن بسط الله عليه في الرزق وأفاض بحمدالله.. كان منزله عامراً للسابلة قبل الأهل.. وكانت (عيادته) بلسماً لكل مريض من الأطفال والنساء والرجال وأطياف الشباب.. الرسوم (ضحكة) وابتسامة.. ومداعبة.. تزيل نصف الطريق الى العلاج.. والنصف الثاني تمتد به يده الحنون بالدواء المجاني مع أجمل التمنيات بالشفاء وقبل ذلك بالدعاء إلى الله (بقلب) يسع كل الناس بالخير..!!
* وفجأة وبرحمة الله ينطفئ البريق العجيب.. بالموت الذي هو سبيل الأولين والآخرين.. ويلحق بالركب الى حوش فاروق الذي يحتوي بالحنان.. كل الأهل والجيران والأصدقاء والرجال الرجال.. وزبدة نجوم المجتمع.. والديوم الشرقية كل أهلها نجوم كل في مجاله.. ويعود (الطائر) من المجر إلى حوش فاروق..!!
* أخي.. وصديقي وجاري الدكتور صلاح الدين حسن جادان.. رحمك الله ولا أقول وداعاً وقطار العمر يمشي وأنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون..
* غفر الله لنا ولكم..