نور الدين مدني

التربية ووسائط التواصل التقنية


*أثارت صراحة الكاتبة السعودية سارة صالح الشايع التي تناولت موضوعها في كلام الناس السبت الماضي بعنوان” الكنز الذي بين أيدينا لايقدر بثمن” إعجابي بدعوتها إلى ضرورة إعادة النظر في الدور التربوي للأم قبل فوات الأوان.
*وجهت هذه الدعوة من خلال تجربتها التربوية التي تمنت إسترجاعها كي تصحح ما اعتبرته بعض جوانب القصور التربوية‘ وهي رسالة موجهة للأمهات خاصة اللتي في بداية حياتهن الأسرية وحتى لمشروعات أمهات المستقبل.
*هكذا بدأ الأب سعيد محمد رسالته الإلكترونية مشيداً بالكاتبة السعودية التي عبرت بصدق عن بعض جوانب القصور التربوية التي لابد أن نعترف بأننا جميعاً نتحمل المسؤولية فيها تجاه أبنائنا وبناتنا.
*يمضي سعيد قائلاً : إن تربية الأولاد والبنات مسألة معقدة خاصة في ظل التطورات التقنية وانتشار وسائط التواصل الإجتماعي في متناول أيديهم/ن.
*لابد من الإعتراف بأن الصغار في هذه الأيام يعيشون في عالم مختلف لم يتوفر لنا عندما كنا في أعمارهم/ن‘ وهذا يتطلب منا المزيد من الإهتمام والتقرب إليهم/ن وبناء علاقة حميمة معهم/ن قوامها التفاهم والفهم والإحترام والثقة والصدق.
*مضى الأب سعيد قائلاً أنه من الصعب حرمان الصغار من التعامل مع وسائط التواصل الإجتماعي لانها في متناول أيديهم‘ وإن لم يجدوها في البيت سيحصلون عليها من رفاقهم ورفيقاتهم في المدرسة أو المحيط الخارجي.
* لذلك من الأفضل التعامل مع الواقع الذي يعيش فيه الصغار بوعي وحذر‘ وبمشاركة إيجابية وتدخل حميم لحمايتهم من أنفسهم ومن الرسائل السالبة التي يمكن أن يستقبلوها عبر هذه الوسائط.
* المطلوب من الاباء والامهات توفير جو من التفاهم والثقة والإدراك اللازم بعالم الصغار الجديد والأخذ بيدهم وتشجيعهم واكتشاف قدراتهم ومواهبهم وتنميتها وتطويرها.
*لم يعد هناك مجال للأباء والامهات كي يفرضوا على الأبناء والبنات عالمهم الذي يرغبون‘ لكنهم يستطيعون عبر القدوة الحسنة والسلوك الطيب جعلهم يقتدون بهم ويأخذوا منهم ما يعينهم على شق طريقهم للمستقبل.
* هكذا انتهت رسالة الأب سعيد وهو بالتأكيد لايقصد ترك حبل الأبناء والبنات على غارب المحيط الطاغي وإنما لابد من تنشئتهم وتربيتهم دينياً وأخلاقياً على حب الخير والحق والجمال.
*هذا يؤكد الدور المتعاظم للاباء والامهات في تنشئة وتربية الصغار في ظل التداعيات المتغيرة في عالم محشود بوسائط التواصل الإجتماعي والتقنية الحديثة التي إقتحمت بيوتنا.