مقالات متنوعة

حسن فاروق : عائلة الوالي (2)


عائلة جمال الوالي الإعلامية ممتدة ولاتتوقف حدودها عند الاعلام المحسوب علي النادي الذي يرأسه فقط (المريخ) ، ولاتتوقف أيضا عند حد (الصحافة) ، ولكنها تمتد لوسائل الإعلام المختلفة ، من إذاعة وتلفزيون ، ولايخرج منها بعض المواقع الالكترونية والمنتديات الرياضية ، وإهتمام الرجل بالتمدد أكثر وأكثر في الجانب الاعلامي ، تعكسه عدة شواهد منها أنه (المالك) لصحيفة رياضية وأخري سياسية وقناة فضائية ، والمسيطر علي سياسة تحرير أخريات ، بمعني أنه ليس المالك ولكن نفوذه أكبر وتأثيره أكبر من مالك تلك الوسائل الاعلامية في بعض الاحيان .
ويحكي عن جانب السيطرة تجارب كثيرة عايشتها بنفسي ، فقد كنت جزء من صحف رياضية وسياسية ، عانيت فيها معاناة شديدة ، من ممارسة المهنة مجردة وكتابة الراي الحر بدون ضغوط داخلية او مؤثرات خارجية ، ويمكن أن أؤلف كتابا عن المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون بسبب الاداريين، لأنهم فقط يؤدون عملهم بتجرد ونزاهة ، وكيف أن هذه المضايقات وصلت في أحيان كثيرة الفصل والتشريد من العمل ، ولنا أن نتخيل صحفي يفقد عمله ، ويصبح بعد ذلك غير مرغوب فيه ، لأنه ينقل الاخبار ويجري الحوارات ويكتب التقارير بمهنية عالية ، ولنا أن نتخيل أعدادا ليست قليلة هجرت مهنة الصحافة ، بسبب هذه السياسات التحريرية ، ولنا أن نتخيل أعدادا ايضا ليست قليلة من الصحفيين أختاروا الهجرة بديلا لواقع الصحافة الرياضية المحكم الاغلاق علي بعض الهتيفة والارزقية والمطبلاتية ، وأصحاب الاجندة في تصفية الحسابات .
أعود لعائلة جمال الوالي الرياضية بأمثلة معاشة كما ذكرت ، وأذكر أنني كنت أعمل بصحيفة رياضية معروفة ( أغلقت ابوابها منذ فترة) ، وأجريت حوار (قنبلة) كما يقال في مصطلحات الصحافة الرياضية ، مع المهندس عصام مسكين حول الاشكاليات الهندسية في (المظلة) التي كان يخطط مجلس إدارة نادي المريخ بقيادة جمال الوالي لإنشائها في المقصورة ، وهو ما إعتبره عصام مسكين وفقا لمستندات وإفادات هندسية تجاوزا خطيرا يمكن أن يتسبب في إزهاق ارواح كثيرة .
اجريت الحوار بالصورة والقلم كما يقال ، مصحوبا معه كل المستندات التي تدعم حديثه ، وتم تصميم الحوار ، ثم غادرت بعد نهاية وقت العمل ، ولم اتفاجأ عندما وجدت في اليوم التالي أن الحوار لم يجد طريقه للنشر ، لعلمي التام أن رئيس تحرير الصحيفة في ذلك الوقت يعتبر عندي من عائلة جمال الوالي في الوسط الرياضي ، رغم أنه ينتمي للند التقليدي (الهلال) ، ولأن من حق الصحفي معرفة لماذا لم تجد المادة التي إجتهد فيها طريقها للنشر دعك من أن تكون سبق صحفي تنفرد به الصحيفة ، او تغطية عادية ، فجاءتني الاجابة كما توقعت ( حكم العائلة) .
المهم في الامر رغم هذا الحصار والتضييق ، حتي لايصل صوت عصام مسكين للراي العام ، لكن لم استسلم فقدمت ( أذكر ذلك لاول مرة) الحوار للزملاء الاعزاء بصحيفة (المشاهد) في ذلك الوقت لمعالجة نشره بالطريقة التي يرونها ، وقد كان خرج بدل الحوار (صفحة) ، خبر صغير في الصفحة الاولي ، ومع ذلك فجر قضية شغلت الراي العام الرياضي بصفة خاصة والسوداني في العموم لشهور طويلة ، والغريب أن رئيس التحرير الذي رفض نشر الحوار ، أصبح يلاحق رد الفعل الذي خلفه خبر (المشاهد) ، بأخبار وحوارات رغم أن الحوار كان حوار الصحيفة ولو أراد لنال السبق الصحفي الذي يميزه عن بقية الصحف .. ولكن حكم (العائلة) كان اقوي .
اواصل