تحقيقات وتقارير

قراءتان متضاربتان لنتائج استفتاء دارفور


ما أن أعلنت مفوضية استفتاء دارفور نتائجه بانتصار كبير لخيار إبقاء الإقليم على وضعه الحالي بخمس ولايات بنسبة بلغت 97.7%، حتى سارعت الحكومة للاحتفاء ممثلة في سلطة دارفور بنتائج الاستفتاء التي قالت إنها “جاءت ملبية لرغبة مواطن الإقليم في خيار الولايات القائم”.

في المقابل أعلنت قوى سياسية معارضة رفضها نتيجة الاستفتاء، ووصفتها بأنها لا تختلف كثيرا عن نتائج الاستفتاءات والانتخابات في العهود الشمولية، محذرة من تأثيرها على وحدة البلاد.

وبحسب مفوضية الاستفتاء فإن أقل من 3% صوتوا لصالح عودة الإقليم الواحد من جملة ثلاثة ملايين شاركوا في عملية الاقتراع، مشيرة إلى أن الاستفتاء تمّ في ولايات الإقليم الخمس بشكل قانوني وحضاري يجعله نموذجا يحتذى.

وكانت حركتا العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وتحرير السودان فصيل مني أركو مناوي أعلنتا رفضهما للاستفتاء ونتائجه، وبررتا ذلك الرفض بأن الاستفتاء سيقود إلى تقسيم الإقليم على أساس قبلي وإثني يسعى له حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

إرادة السكان
منسق الإدارة الأهلية في دارفور مختار إبراهيم سليمان اعتبر أن نظام الولايات الخمس ساهم في إيصال الخدمات الإدارية لجميع أجزاء الإقليم وجعل أهل الإقليم يحكمون أنفسهم بأنفسهم.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن نظام الإقليم الواحد إذا تمت الموافقة عليه سيعيد الأوضاع إلى ما قبل أربعين سنة مضت، وهذا “أمر غير مقبول”.

أما الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة الموقعة على وثيقة الدوحة لسلام دارفور نهار عثمان نهار فرأى أن النتيجة أثبتت أن خيار الإبقاء على الوضع الحالي هو الخيار الأول لمواطني الإقليم، نافيا أن تكون هناك خروق أو شوائب تقدح في مصداقية نتائج الاستفتاء.

وقال للجزيرة نت إن “النتيجة التي أعلنت جاءت بأكثر من توقعات الجميع، وبالتالي لم يبق إلا تحدي استعادة الأمن وعودة اللاجئين والنازحين ووقف الصراعات القبلية والعمل التنموي المستمر”.

الاستفتاء “مهزلة”
في المقابل أعلن حزب الأمة القومي المعارض بزعامة الصادق المهدي رفضه الشديد لنتيجة استفتاء دارفور، واصفا عملية الاستفتاء بالميتة والمهزلة وبأنها أحد مشروعات “حكم البشير لتفتيت دارفور على أساس إثني وقبلي”.

وأوضح الحزب في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن رفضه استفتاء دارفور جاء بناء على وقائع وشواهد تؤكد أن إجراءه في هذا التوقيت وهذا المناخ وبهذه الكيفية سيعيق عملية بناء الوطن والحل الشامل للأزمة السودانية، بل سيكون مسمارا في نعش وحدة ما تبقى من وطن، على حد وصف البيان.

وشدد على أن الاستفتاء الذي أسماه بـ”الوهمي” صاحبه تصعيد للحرب وارتفاع في عدد النازحين، وتزايد عمليات الاغتيالات وسط المدن، مع استمرار حالة الطوارئ وطرد المنظمات الإنسانية، وغياب المراقبة الحقيقية، وعزوف كامل عن الاقتراع “ليفتح الباب واسعا أمام عملية التزوير”.

وتابع أن “الاستفتاء الذي أعلنت نتيجته اليوم لا يعني إنسان دارفور في شيء، وإنما هو مهزلة يتحمل تبعياتها نظام الحكم وحده”.
كما عبّر حزب المؤتمر السوداني المعارض عن خيبة أمله للإعلان الذي وصفه بالمخجل لنتيجة الاستفتاء التي جاءت لصالح خيار الحكومة، رافضا في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه كافة ما أعلن من نتائج “لأنها لا تعبر عن إرادة أهل الإقليم الحقيقية”.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
موقع الجزيرة نت