مقالات متنوعة

محمد فضل : الى …. الحوار الوطني …. عودة بلا ملل


( وكيف نمل من كان المرتجى والأمل …!!!!)
قرابة الستة اشهر او يزيد .. كانت هي الفترة التي انقضت من عمر هذا الحوار الوطني الذي انطلقت أولى جلساته في أكتوبر من العام الماض 2015م….
بدأ بالجلسة التاريخية التي انعقدت بقاعة الصداقة بالخرطوم والتي ضمت بين جنباتها كل الوان الطيف السوداني من خيرة أبناء هذا الوطن من علماء وادباء ومثقفين وشعراء وفنانين ورياضيين ومزارعين ورعاة وعمال مهرة وغير مهرة ( من الجنسين) ممثلين لكل اهل السودان ….. ضمتهم هذه القاعة ( الصادقة الصديقة) التي تكاد تكون قد احتضنت بين جنباتها ومنذ نشأتها كل شعوب العالم ممثلين في وفودهم الذين توافدوا عليها ضمن عشرات او مئات المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت فيها …. فلها وللقائمين على امرها التحية والتجلة والتقدير والثناء منا جميعا …!!!!
نعود للحوار الوطني والمجتمعي والشعبي … الخ والذي دعا اليه رئيس الجمهورية منذ فترة طويلة .. واعلنها صراحة ان الحوار مفتوح لكل ( الناس)الا من ابى …. ومد يده بيضاء لحاملي السلاح :- ” ان اضعوا سلاحكم وهلموا للحوار …وفيه قولوا واطرحوا ما تشاؤون ولكم كافة الضمانات في الحضور والإياب ….وان لم ( يعجبكم الحال) فاحملوا سلاحكم وعودوا من حيث اتيتم ( لا قاتل ولا مقتول) …. ( وبعد دة كلوا عايزين تاني شنو)….!!!!؟؟؟؟؟؟؟
هذا الحوار الوطني بدأ بفترة محدودة ومعلومة هي مدة ثلاثة اشهر وتم تمديده لفترة مماثلة ولا زال مفتوحا … كل هذا ليتوصل كل اهل السودان الى وفاق وطني يخرج بوثيقة وطنية شاملة كاملة ( والكمال لله وحده)صافية ناصعة بيضاء من كل سوء …. تقدم على طبق من ذهب سوداني خالص باسم الشعب السوداني اجمع الى رئاسة الجمهورية .. لينبثق من خلالها دسنور السودان الدائم موقع من ممثلي الشعب السوداني كله ومختوم بختم خريطة السودان الكبير الذي يضم بين حدوده حضارة اقدم واعظم شعب عرفته البشرية جمعاء ….!!!؟؟
وللحوار الوطني اعود مرات ومرات وأقول : ان هذا الحوار الوطني كما اعتقد ويعتقد مثلي
الكثيرين ، انه لم يعد ملكا لأحد بعينه ، لا للحكومة ولا لأي حزب آخر ، بل هو الآن ملكا لأهل السودان جميعا ولا نرضى لأي احد كان مهما كانت مكانته ان يعود به للوراء …!!!
واعود انا وأقول للحركات الممانعة للحوار والحاملة للسلاح والتي تمانع ولا تحمل سلاحا ولا تحمل هدفا ولا تحمل فكرا ولكنها تنفذ أوامر الغير ، أقول لهم جميعا : انكم سبق ان اعلنتم للملأ جميعا ان هدفكم ليس مناقشة امر دارفور او المنطقتين بل مناقشة امر السودان كله …. وهذا الطرح هو ما تبناه بكل حذافيره هذا الحوار الوطني ودعاكم اليه لتقولوا فيه ما تشاؤون ورغما عن هذا امتنعتم عن الحضور ، فهذا يعني تماما انكم لا تسعون لمصلحة اهلكم او مصلحة السودان كله بل تسعون لمصلحتكم الشخصية ومصلحة ( اسيادكم) من الدول الأجنبية التي تحتضنكم بين فنادقها الفارهة ذات العشرة نجوم ( ماكلين – شاربين – لابسين –مستمتعين ومتفسحين ) انتم واسركم … لا يهمكم أحوال اهلكم الغبش الذين كنتم السبب الرئيسي في معاناتهم ومعاناة السودان كله …. .. ولكم جميعا نقول : ان الحوار الوطني الآن قد وصل الى نهاياته ولم يبقى منه الا تنفيذ مخرجاته والتي اكد الرئيس مرارا وتكرارا انه سينفذها ( بلسانه) وليس ( بكراعه) ..!فان اتيتم للبلاد وللحوار ، اتيتم لأنفسكم وان ابيتم ، نبذتم في العراء واكثروا فيه ما شئتم من النباح والعواء…. وتأكودا تماما انكم الآن قد اصبحتم اضعف من جناح بعوضة ولا تستطيعون فعل شيء….
فرحمة ورأفة بأهلكم ووطنكم وافراد ( جيشكم ) البسطاء الذين يكتوون بنيران الحرب وانتم تنعمون برفاهية الفنادق الفارهة في بلاد الغير ….
وننصح لكم ونقول : عودوا الى رشدكم وعودوا الى وطنكم وعودوا الى اهلكم … فان كان فيكم خيرا فأهلكم ووطنكم أولى به وان كان فيكم ( شرا) فالله أولى بكم …!!؟؟
وتأكدوا ان المجتمع الدولي يكاد يكون كله الا القليل قد سئم منكم ولن يطلق لأيديه العنان بالصرف البازح عليكم لأنه قد صرف عليكم الكثير الكثير ولم تأتوا له بشئء ولم ( تفشو غبينته ) … فاحذروه وان طال الزمن او قصر وكما وقف معكم سيأتي اليوم الذي يقف فيه ضدكم … وحينها تكونوا قد فقدتم كل شيء ..
ولن تجدوا موطئء قدم لكم في السودان وستكونوا منبوذين من الجميع … !!!
ونصيحتنا لكم ان اسرعوا الخطى للحاق بخارطة الطريق فقد تكون لكم بمثابة القشة التي( انقذت )الغريق …. !!..
والله من وراء القصد وبالله التوفيق …!!؟؟؟
محمد فضل … جدة