عمر الشريف

كيف تتوحد الأمة العربية لتنصر الأمة الإسلامية


يقول لى محدثى من إحدى دول شرق آسيا المسلمة بكل حسره وندم إن المسلمين وخاصة العرب يظهر تمسكهم بإسلامهم فى رمضان والحج والعمرة ؟ قلت له : كيف ذلك وهم مسلمون بالفطرة وإسلامهم فى قلوبهم ومطبق فى تعاملهم وأعمالهم . قال لى : حتى أنت أنظر فى نفسك ! نعم كثيرا منهم إسلامهم فى مظهرهم وملبسهم لكن قلوبهم خاوية الإ ما رحم بى . إذا كانت هذه نظرة رعاية الدول الإسلامية عننا . فما بال أطفال العراق وسوريا واليمن وليبيا وحتى أطفال بعض قرى ومناطق فى دولنا وهم محرومين من السعادة ومن يضمد جراحهم ويشبع جوعهم ويعالج مرضاهم .

الدول الإسلامية لها ثقلها ومكانتها فى العالم لكن عدم توحيدها تحت رأية الحق والعدل هى أكبر نكثه لهم وما يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإن تنصروا الله ينصركم ولا غالب لكم تلك هى رسالتهم ودينهم وقول الحق جلا جلاله . الدول العربية التى تتألف من أثنان وعشرون دولة تفتخر بعروبتها ودينها لكن كيف حالها ؟ وأين هى من خريطة العالم ؟ وأين صوتها وحق الفيتو الذى يؤهلها لتصبح خير أمة اخرجت للناس ؟ اليوم أى دولة من دولنا العربية والإسلامية تعانى من فهم الدين وتطبيقه وإتباعه . لقد تقسمت الأمة العربية والاسلامية الى عدة طوائف كل طائفة لها فكر ومعتقد ترى نفسها هى على حق حتى وهنت وخسرت تلك الامة .

كيف تتوحد الأمة العربية لتنصر الأمة الاسلامية ؟ توحيد الأمة العربية فى وقتنا الراهن من المستحيلات كما يراه الكثيرون . لكن إذا تمسكنا بحبل الله المتين وأخلصنا العبادة لله وإتبعنا ما أنزل الله وما كان عليه نبينا صل الله عليه وسلم والله لتوحد صفنا واصبحنا أمة تحكم من الشرق الى الغرب وتهابنا كل الدول . ليس هناك مستحيل عند الله سبحانه وتعالى وهو إذا قال لشىء كن فيكن ووعدنا بالنصر ووعده حق . توحيد الأمة الإسلامية يكون بالعدل والدعوة الخالصة لله وبإتباع سنة نبينا صل الله عليه وسلم وبتطبيق شرعه . لقد تركنا احاديث رسول الله صل الله عليه وسلم ( المؤمنين كالجسد الواحد والمؤمن للمؤمن كالبنيان ) والكثير من تلك الاحاديث والآيات التى تدلنا على الوحدة والتعاون والتراحم والتعاطف وخلقنا الله للعبادة وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف وليس لنختلف ونتباغض ونتحاسد ونقاطع بعضنا البعض .

الأمة العربية والإسلامية لا تحتاج لحدود بينها ولا لوثائق ليتنقل المسلم فيها لقد كان الركب يسير من مكة والمدينة الى اليمن والشام لا يعترضه عارض ولا يوقفه جندى لينال حديثا او علما ينتفع به أو تجارة يسترزق منها . أما نحن اليوم بينك وبين جارك تحتاج الى إذن مسبق لتزوره فى الله او تعوده فى مرضه . كيف لنا أن نصبح أمة تنصر الاسلام وتعلوا رآيته . لقد ضاعت منا دول كثير وقتلت وشردت جماعات كلمتها و توحيدها ( لا إلة إلا الله ) وعبادتها خالصة لله ولقد أغتصبت حرائرنا فى شتي بقاع الإرض ونحن نشجب وندين ونتقاتل على أراضى جردا تمثل حدود جغرافية وضعها الإنسان لتكون فواصل بين بعضنا البعض . أصبحت عندنا النعرة الدولية والقبلية لا ننظر الى فقيرنا حتى لو كان عالما ولا نتبع سنة نبينا ونحن نعلم بها ونتبع الغرب ونسمع له ونقاطع بعضنا من أجله .

الأمة العربية اليوم محتاجة لوقفه جادة للإتباع الحق وتوحيد كلمتها وصفها وأن تبتعد عن الخلافات والقبلية والتعصب الدينى الذى لم ينزل الله به من سلطان . عندنا الكتاب المحفوظ وسنة نبينا الكريم وإجماع الأئمة والتابعين فكيف نؤلف معتقدات وأحزاب وشيع لنفترق وأعدائنا يتوحدون ويفرقون بيننا حتى نقاتل بعضنا البعض وكلنا فى النار الإ ما رحم ربى وهم يتفرجون ويفرحون ويضحكون علينا . رغم عدد دولنا وكثرة عددنا لم نفلح فى مقعد دائم بمجلس الأمن ولم نفلح بتكوين حلف قوى يقف فى وجه الظلم والعدوان ولم نكون جيوشا نرهب بها عدونا وعدو الله .

التوحيد والإخلاص والأخلاق والتمسك بالحق وإتباع الدين القويم والمساواة والعدالة وتطبيق الحق هى التى توحد صفنا وترفع رايتنا وتكون سببا فى نصر إخواننا المسلمين فى شتي بقاع المعمورة ويصبح لنا كيان ومكان والله هو ناصرنا إذا نصرناه . لقد نصر الله نوحا بالطوفان ونصر موسى باليم وحفظ بيته الحرام بحجارة من سجيل وكثير من الامثال التى ضربها الله لنا لتكون عبرة ودعما وإيمانا لنا .

هبوا يا شباب الأمة العربية والإسلامية من أجل التوحيد وعبادة الله وأبعدوا عن الإغراءات الغربية وإتباع الهوى وسموم القنوات المرئية وبرامج التواصل الحديثة وعن ما يسمى بالحضارة الغربية التى جلبت لنا الدمار والعار وشككت بعضنا فى دينه عليكم بكتاب الله وسنة نبيه لعل الله يخرج منكم ناصرا وفاتحا لهذه الأمة .


تعليق واحد