عبد الباقي الظافر

مين بيحب السودان ..!


لم يتوقع الصحفي البائس محمود بدر أن يبتسم له الحظ بذاك المقدار الواسع .. فكر محمود في جمع توقيعات مليونية لسحب الثقة من الرئيس المنتخب محمد مرسي .. الفكرة تجد استجابة واسعة عند من يحاولون سحب بساط الشرعية من أول رئيس منتخب .. بعيد أسبوع يزعم مؤسس حملة تمرد أنه جمع مئتي ألف توقيع.. وبعد أشهر يؤكد أنه جمع اثنين وعشرين مليون وثيقة تكفي لسحب الثقة.. الباحثون عن إجابة من أين أتى الشاب يكتشفون الإجابة لاحقاً ..الفتى البائس يدخل لجنة تعديل الدستور بعد وصول الجنرال السيسي إلى السلطة.. بعدها يكون أحد نجوم حملة المشير السيسي لرئاسة الجمهورية.
حملة (مين بيحب مصر) تطرح فكرة احتلال السودان مرة أخرى..المجموعة المصرية التي تنشط في الأسافير أكدت أنها ستنظم استفتاءً في مصر والسودان لعودة الحدود لعام ١٨٨٢..ثم تخلط المجموعة ذات الأوراق وتقول إنها ستبعث خبير قانوني إلى محكمة العدل في لاهاي من أجل المطالبة بالحقوق المصرية التاريخية في السودان..الخلط المتعمد يشي بقلة الخبرة أو تعاظم المكر..إذا اختار الشعبان في مصر والسودان خيار الوحدة فليس هنالك ما يدعو للذهاب إلى محكمة العدل.. من قبل كان هنالك تياراً سياسياً سودانياً عريضاً يدعو للوحدة مع مصر..لكن مصر كانت دائماً تخذل هذا التيار.. عبدالله باشا خليل كان أحد قادة ثورة اللواء الأبيض المؤيدة لاتحاد كامل مع مصر.. تحت الشعور بخيبة الأمل تحول الجنرال خليل باشا إلى حزب الأمة المنادي باستقلال السودان .
هنالك ما يريب في حملة (مين بيحب مصر).. هذه المجموعة ليست جديدة، بل تبدو وكأنها امتداد لحركة تمرد.. (مين بيحب مصر) نظمت حملات ضد العيش غير الكريم لستة مليون مواطن مصري في المقابر.. كرمت هذه المجموعة وزارة التعاون واعتبرتها وزارة مثالية.. هذا يعني أنها واحدة من المجموعات الموالية لمصر الرسمية.
في تقديري ..الحديث عن التوسع جنوبا في السودان.. أو الاهتمام الشديد بمنطقة حلايب السودانية يستبطن أمراً مهماً.. في مداه القريب يحاول هذا الاتجاه إلهاء المصريين عن قضية الجزر المتنازع عليها مع المملكة العربية السعودية ..جزيرتا صنافير وتيران عادتا للسيادة السعودية بقرار مصري صادر من مجلس الوزراء إبان زيارة الملك سلمان للقاهرة .. لكن التنازل عن الجزر الاستراتيجية ولد موجة غضب شعبي غير مسبوق أمام حكومة المشير السيسي.. الغضب الشعبي يأتي في ظروف بالغة التعقيد حيث تصاعد سعر الدولار في مصر متجاوزاً عتبة الـ (11) دولاراً.. بنهاية عهد مبارك كان الدولار في تخوم الستة جنيهات مصرية .
لكن على المدى الطويل تواجه مصر ظروفاً في غاية التعقيد.. انفجار سكاني كبير مع محدودية في الموارد .. في أكتوبر ٢٠١٥ اعترف وزير الموارد المائية أن مصر تعاني من عجز مائي يصل إلى ٢٦ مليار متر مكعب .. نصيب الفرد المصري من المياه يقل بنحو ٤٠٪‏ من المتوسط العالمي .. الرئيس السيسي عرض مشروعات لاستصلاح خمسة مليون فدان في الصحراء ..لكن خطط المشير تواجه عقبة استنزاف المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية .
واحدة من المجالات المُحتملة لمواجهة الانفجار المصري ستكون عبر التوجه جنوباً، حيث هنالك موارد مائية وأراضي وأنهار..أغلب الظن أن التدخل المصري لن يكون بذات الخشونة التي غزا بها محمد علي باشا السودان..مصر الرسمية تحاول الآن عبر هذه الأصوات الخافتة استقراء ردود الفعل في السودان.
بصراحة.. مطلوب من جميع أهل السودان الانتباه..بلدنا محسود في موارده الطبيعية المتجددة


‫2 تعليقات

  1. مصر لا تحتاج ان تتمدد جنوبا
    مشكلة مصر انها دوله يحكمها الفساد من عقود طويله واصبح الفساد دوله قائمه بذاتها
    دول كثيره سكانها اكثر من مصر ومساحتها اقل ولكن شعبها يعيش فى رفاهيه بالرغم من ان موارده اقل
    مصر دخلها من قناة السويس فقط يزيد عن جميع صاردرات السودان والسياحه والمغتربين دخل يفوق بعض دول الخليج ومع ذلك تعانى الفقر فى قطاع كبير من سكانها
    مصر فى ظل دولة العسكر لا تهدد السودان وفى ظل حكم ديمقراطى لا تحتاج للسودان الا من خلال تبادل المنافع
    المشكله فينا نحن موارد كبيره نحسد عليها ولا نستطيع تدبير انفسنا