مقالات متنوعة

اسحق الحلنقي : عندما يحب طائر البط


٭ كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتعمد الوصول إلى المسرح الذي تغنى على خشبته عبقرية الغناء العربي أم كلثوم قبل وصولها إليه حتى يكون في مقدمة المستقبلين لها، حيث إنه كان يضعها على عينيه منذ أن كان مجرد ملازم صغير في الجيش المصري، ويروى أن أم كلثوم تبرعت بالكثير من مجوهراتها دعماً للمجهود الحربي أثناء انتكاسة حرب (67)، كما أكد الكثيرون أن حزناً غامضاً استولى على مشاعرها بعد تلك الحرب المنكوبة، ظل هذا الحزن ملازماً لأنفاسها إلى أن غابت كوكب الشرق فترمل الطرب الأصيل من بعدها وصار مجرد ضربات على طبل نحاسي فارغ.
٭ كنت فيما مضى أرى العذارى من فتيات كسلا يذهبن صباحاً إلى نهر القاش في حالة من الفرح الطفولي وهن يعملن على غسل وجوههن من مياهه المباركة أملاً في قدوم فارس الأحلام مطلاً عليهن من على فرس أبيض، كنت أنا في ميعة الصبا أرى هذا المشهد وأشعر بما يشعر به الصبي وهو يرى نفسه محاطاً بموكب من عصافير تغتسل على ضفة نهر، وفجأة أختفت هذه الظاهرة الجميلة، رحت أسأل نفسي ترى ماهي الأسباب التي أدت إلى توقف العذارى عن زيارة القاش؟ فأجابني أحد الأخوان أن ذلك يعود إلى حكم قد صدر من العذارى على القاش بعد قيامه بثورة دمر من خلالها العشرات من البيوت الآمنة، وأكد لي أن العذارى لن يتنازلن عن هذا الحكم إلا إذا عاد القاش حنوناً كما كان في سالف الأيام.
٭ اتهم عدد من أساتذة الجامعات في بريطانيا الشاعر الكبير وليام شكسبير بأن معظم مؤلفاته الشعرية لم تكن من تأليفه، إنما كانت من تأليف ضابط في الحرس الملكي البريطاني اسمه (كريستوفر مارلو) كان قد أعلن حالة من التمرد، فصدر حكم بإعدامه فولى هارباً، وبما أن هذا الإتهام كان يحتاج لأدلة دامغة تؤكده.. اقترح بعض أساتذة الجامعات البريطانية أن يسمح لهم مجلس الكنائس البريطاني بنبش قبر الشاعر الكبير فربما حمل ذلك دليلاً، إلا أنهم فوجئوا بأنه أوصى أن يكتب على شاهد قبره لعن الله من أيقظ عظامي.
٭ زار نائب الرئيس الفرنسي فناناً شعبياً ليطمئن على صحته في إحدى المستشفيات، ضارباً عرض الحائط بزيارة أحد وزرائه كان نزيلاً بنفس المستشفى .. بعدها بأيام سأله الوزير: لقد علمت أنك قمت بزيارة مجرد فنان شعبي للاطمئنان على صحته دون أن تفكر في زيارتي، فرد عليه نائب الرئيس الفرنسي يبدو أنك نسيت أنك وزير جاء بقرار مني، ولكن ذلك الفنان جاء بقرار من الشعب الفرنسي، فصمت الوزير ثم غادر المكان.
٭ أكد عدد من علماء الطيور بأن الطائر من البط إذا أحب بطةً لا يمكن أن يفكر في حب بطةٍ أخرى مهما تهادت أمامه سابحة، بعكس طائر العندليب الذي يعشق التنقل بين الطيور الأحمر منها والأبيض دون أن يخطر بباله أن يتقدم بأجنحته الزاهية إلى ارتباط جاد بواحدة يقف أمامها ممنوعاً من التحليق، المعروف عن طائر العندليب أنه إذا صمت عن التغريد ليلة واحدة فإن في ذلك إشارة منه لوداع قريب.
هدية البستان
لو تجرح الأشواك الوردة ما بتتلام
اللوم عليّ أنا بالغت في الأحلام
تعرف عشان أرضيك حبيت أنا الآلام
بس في ليالي العيد دمعة عيوني حرام