مقالات متنوعة

محمد لطيف : وصفة أيلا.. صالحة لكل المواسم


(جدد الدكتور محمد طاهر أيلا والي الجزيرة أن حكومته ماضية بخطى واثقة لخدمة قضايا المواطنين في التنمية والخدمات بعيدا عن الحزبية والقبلية عبر شعارها الذي أعلنته منذ أيامها الأولى باسم حكومة التحدي والأمل.. وحيا أيلا مواطني الجزيرة في المناقل والقرشي والكريمت الذين احتشدوا لاستقباله واستنفروا جهدهم لخدمة قضاياهم دونما نظر لحزب أو جنس.. وقال أيلا الذي كان يتحدث عشية أمس (الأول) بمسرح نادي الموردة بالمناقل وسط حشد كبير من المواطنين وقيادات العمل الشعبي والرسمي قال إنهم خدام للشعب. وإنهم لا يجدون ضررا أو حرجا أن يرددوا مع الشعراء والمطربين تلك النصوص التي تعكس معاناة (الغبش) وتحمل أحلام (ملح الأرض).. كناية عن تصالح حكومته مع معاناة المواطن وعزمه على تخفيف تلك المعاناة بالعمل لا بالشعارات..!
وكان والي الجزيرة قد قام بزيارة ميدانية سريعة أمس (الأول) شملت مشروع طريق المناقل القرشي وبعض المشروعات التعليمية والخدمية خاصة مشروع إجلاس التلاميذ ومشروع الإسعاف بمحلية القرشي وزار مسجد الكريمت العتيق الذي تمت توسعته وتأهيله كما وقف على عمليات تأهيل مستشفى المناقل.. وتعهد بإكمال كافة مطلوبات إستاد المناقل)..!
تعمدت أن أنقل جانبا من تقارير صحفية أعدها زملاء صحافيون كانوا في تلك الجولة لأنني كنت معهم شاهدا على صدق ما نقلوا.. وأضيف أن هذا الوالي (المحظوظ) قد وقف بنا عند حصاد محصول القمح والذي تخطى حاجز الأربعة آلاف وخمسمائة جوال في محلية واحدة من محليات الولاية.. نقول محظوظ لأن إنتاج القمح قد شهد طفرة غير مسبوقة هذا الموسم.. ولكن هل حقا كان الأمر محض حظ فقط..؟ بالطبع لا.. وسنعود لهذا لاحقا..!
رغم تعدد أسباب الاختلاف ومناسباته مع السيد محمد طاهر أيلا.. إلا أن ثمة حقيقة واحدة ما كنت أتجاوزها قط.. وهي أن الرجل متميز.. وذو قدرة هائلة على الخلق والابتكار.. وذو عزيمة لا تلين.. بل هو من النوع الذي إذا عزم توكل.. وما أحوجنا لأولي العزم في هذا الزمان الأغبر.. وهل من سمات ومواصفات لرجل الدولة أفضل من هذه..؟ ولعل السيد أيلا وأنت ترى الخصوم تحتشد من حوله والسهام تنتاشه.. فإن حملت الخصوم والسهام على السوء.. لم تملك إلا أن تقول.. هؤلاء أناس تضررت مصالحهم فثاروا لتأمينها لا لتأمين معاش الناس.. وإن أحسنت الظن بالخصوم لا تملك إلا أن تقول.. إن أيلا يعمل ومن يعمل يخطئ.. فلا خيار غير ذلك..!
في طريقي إلى مدني بدعوة من العزيز ضياء الدين بلال.. رئيس تحرير الزميلة السوداني وأحد أعيان مدينة المناقل.. ضمن زملاء لزيارة المناقل عبر مدني.. رفقة الوالي أيلا شغلني سؤالان.. ما طبيعة خلافات أيلا مع خصومه؟.. ثم.. كيف يستفيد مشروع الجزيرة من طاقة أيلا الهائلة وقدرته الفريدة في صنع الفرق.. بحسبان أن مشروع الجزيرة مشروع اتحادي لا سلطان للولاية عليه؟.. كان طبيعيا أن أطرح شواغلي أمام أيلا.. وكانت إجابته بكامل الأريحية والمنطق الذي يفند كل المزاعم.. حرر الرجل نقاط الخلاف بينه وبين.. بعض المجلس التشريعي.. وقدم دفوعه دون انفعال.. ثم عرج الوالي إلى موضوع مشروع الجزيرة.. قد يختلف معي البعض وقد تكون لآخرين تصوراتهم.. لكن الكيفية التي نجح بها أيلا في ضبط أداء الجهاز التنفيذي لولايته.. ثم النهج الذي اتبعه في خفض الإنفاق الحكومي بل وتحويل هذا الخفض إلى موارد حقيقة تذهب لتمويل المنشآت والخدمات تعزز لدى أي حادب القناعة بأن مشروع الجزيرة يمكن أن ينهض من جديد تحت رعاية أيلا.. ونعود هنا لنجاح موسم القمح.. فقد كان للجو العام السائد في الولاية من حيث الانضباط في الأداء وفي الصرف وتفشي روح الأمل والتفاؤل والثقة في القيادة كانت هي العوامل الحاسمة في ذلك النجاح.. وهي عوامل قابلة للتكرار في كل المواسم.