ثقافة وفنون

كورال كلية الموسيقى والدراما.. إبداع وانتشار


هز عرش (عقد الجلاد)

في توزيع موسيقي جماعي تتناوبه الأشجان وتحن إليه القلوب وتهفو إليه الآذان من على (المسرح القومي) بأم درمان ومسارح العاصمة المختلفة، يطل كورال كلية الموسيقى والدراما، زارعاً البهجة ومنطلقاً بسرعة الصاروخ ناشراً الفرح بروعة الأداء لأعمال غنائية مسبوغة بنكهة ولمسة أكاديمية ونهج توزيعي متميز، مهدداً بذلك عرش الكثير من الفرق الجماعية أبرزها (عقد الجلاد).
وتجتذب صفحات كورال الموسيقى والدراما على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الآلاف من المعجبين، بجانب تمدد جماهيرته بصورة مخيفة، حيث لا تجد مقعداً خالياً بـ(المسرح القومي) أثناء أداء حفلاته.
أصوات متناغمة
الشاعر المرهف “إسحاق الحلنقي” قال لـ(المجهر) أنه حزمة أصوات متناغمة وبهية والشيء الوحيد الذي أتمناه منه بان يتجه لإنتاج أغنيات خاصة لتجسيد تجربته الإبداعية بصورة ترسخ في الأذهان، وهذا لا يمنع بأنه خلق قاعدة جماهيرية ضخمة وتجربة ناجحة.
أما الناقد الفني ومدير إذاعة (ذاكرة الأمة) “عوض أحمدان”، فقال لـ(المجهر) بأنه حضر له حفلاً غنائياً واقتنع تماماً بمواهبه وأدائهم الجماعي العالي، وتوقع “أحمدان” أن الفريق سيتسيد ساحة الغناء الجماعي خاصة وأنه هز عرش (عقد الجلاد) أشهر الفرق الغنائية وبات منافساً لها بقوة.
نجومية على المدى القريب
الناقد الفني “محمد إبراهيم” بدأ حديثه قائلاً: الكورال بدأ وحقق نجومية خلال فترة زمنية قصيرة وانتقل من خصوصية الفكرة كمجموعة غنائية لاسم كلية الموسيقى والمسرح إلى فضاء النجومية المطلقة بالسودان، وبهذا وصل الكورال إلى عدد كبير من الجمهور وحقق أراضٍ جديدة ربما لم يكن يضعها باعتباره، وأضاف “إبراهيم” بأن الكورال أعاد توزيع الأعمال الغنائية القديمة والخالدة بروح شبابية، وأدخل فيها الأداء الجماعي الذي يتسم بـ(المليودية) والخطوط والأبعاد ،ولهذا أحبه الناس، ولكن اعتماد الكورال على أداء أغنيات الغير لن يساهم في اتساع رقعة نجوميته، لأن هذه الأعمال تخضع في النهاية لقانون الملكية الفكرية التي سوف يطالب أصحابها بالحقوق المادية جراء الأداء العلني للفرقة، كما أن ذاكرة التاريخ الفنية لا تحتفظ إلا بالمجموعات الغنائية التي تؤدي أعمالها الخاصة أمثال (عقد الجلاد) و(البلابل)، ولهذا يكون مطلوباً من فرقة الكورال أن تتمدد في مساحات خاصة، وأن تقدم أعمالاً ملكها ليحفظها الجمهور، وبعد هذا من الممكن أن نؤشر على نجاح تجربة الكورال.
ويواصل “إبراهيم” في إفاداته ويقول بأنه في المدة البسيطة هز الكورال مجموعة (عقد الجلاد) وسحب الكثير من جمهورها، وهذا الجمهور ربما يكون حانقاً وساخطاً من (عقد الجلاد) التي تناوشتها الخلافات وخروج عدد كبير من مغنيها وملحنيها منها، ولكن (عقد الجلاد) تظل المؤسسة الغنائية الراسخة التي ظهرت خلال فترات كانت الساحة تضج بالنجوم، كما أن المقارنة تظل معدومة بين الكورال والعقد لصالح الأخير بحكم الخبرة والتجربة بالمسارح، وعلى (عقد الجلاد) أن تقوم بالتقاط أنفاسها من جديد ولديها مشروع غنائي خاص بإنتاج فني خاص ،وتظل لها خصوصيتها.

المجهر