أ.د. معز عمر بخيت

جميلةٌ ومدهشهْ


جميلةٌ ومدهشهْ
وكل لحظةٍ تطوف في غيابك
الطويل موحشةْ
وكل لمحةٍ تمر
دون خاطر الندى
بنور مقلتيك
في حياتنا مهمّشةْ
وكل عاشقٍ
على صحائف الجوى
توارى وانزوى
إذا رمت سهامه العيون طائشةْ
تحوّل الغمام في بكائه جداولاً
تداعب العبير تحمل الحرير
في سمائها مفارشا
وأنت يا مليكة الزمانِ
تسطعين كوكباً من الحنانِ
تمرحين في الحقول مهرةً
وظبية وديعة أميرة
على ممالك الرشا
وفي قدومك الذي تدافعت
مداخل الأصيل في انتظاره
وعشش البريق في الشوارع التي
تزيّنت لأجل مقلتيك فرحةً
تدفق المدى
وغنت النجوم نشوة
ورقرق الندى
وصفق النسيم دهشة
وعمت الحياة وشوشةْ
ولم يصدق الزمان لحظة
بأن قدرة التكوّن التي تمثلت
بكل نظرة تدثرت
بروعة السكون في عميقها
تضيء لؤلؤةْ..
ففي صقيع هذه البلاد
غامت الرؤى.
تجمع الفراش
عند ساحل الخليج
لملم الرحال صمته القديم برهةً
وخطوهُ مشىَ
إلى الشمال في اتكاءة البحار
عند قطب شوقنا
وأرخبيله الجميل قد وشىَ
بموعد القدوم للنجوم لحظةً
فغادرت مدارها
وألغت الخروج حلقت
على ارتفاع توقنا إليك
فاختفت هنيهةً
وفارقت مسارها
وهمسها
ومطلع الحروف في غنائها
وفي بكائها تمدد الرحيق
هام جائشا
وها أنا
أذوب في مقاطع الوقوف
عند سدرة اللقاء مُنتهىَ
فتخرج الجبال من وقارها
وتختفي الشموس في خمارها
وفي حضورك البديع
أشرق الزمان وانتشىَ
فادخلي ديارنا
وعلمي مدارنا
عجائب الفضاء واحملي لنا
من البعيد نظرة مقدّسةْ
وجدّدي الدماء في وريدنا
وامنحي الوجود قبلة
لعل أو عسىَ
تذوب لوعة الحياةِ
في اتكائنا
ويسقط الأسى
وتسكنين يا أميرتي
بكل ذرةٍ من الهواء
تمنحين قدرة العطاء سُندسا
وها هو الفلاحُ
عندما يؤذن الصباح
تدخل الريح مدرسةْ
تفك خط صمتك الطويل
تمنح الفناء ملبسا
هلم يا دواخلي إليّ
واحملي خليّتي تفاعلاً
من الشموخ والصفاء
خططي حدود صبري العظيم
وانزعي هواجسهْ
أكون في انتظارك المهيب محفلاً
بلونك اكتسى
أناقةً وسامةً وهامةً
من الجلال تستحم بالشذى
تلوح في مشارق الدنا عرائسا
ولست كالزمان يا مليكتي
مُبدّلاً ثيابه إليك كلما
تزيّنت عوالم المسا
ولست غير ما نطقت صادقاً
وما حملت من رحيق شوقي
العميق باسقا
وإنني ائتمنت عهدي الذى
أموت دون أن يضيع من يدي
وسوف أبقى في طريق
وعدي الأمين للنزال فارسا