محمد عبد الماجد

محمد طاهر إيلا والسر أحمد قدور


«1» > هذه الأيام تحتشد الصحف بأخبار السر أحمد قدور وأخبار محمد طاهر إيلا. > أخبار السر قدور لها ما يبررها إذ تكثر هكذا في الموسم الذي يسبق الشهر الفضيل. > ولا عجب في ذلك. > لكن ما بال والي ولاية الجزيرة ينافس السر أحمد قدور بدون «أغاني وأغاني». «2» > لم تخل الأعمدة الصحفية في صحافة الأمس السياسية من الحديث عن محمد طاهر إيلا. > حتى كانت «الحملة الصحفية» التي تثني على محمد طاهر إيلا أشبه بالحملات «الإعلانية» لشركات الاتصالات عندما تغزو الصفحات الأولى والصفحات الأخيرة في الصحف السودانية، وتحول الأعمدة الصحفية للداخل… كما كانت تحولت في السابق للساحل، «الجزيرة حالياً». > إن كان محمد طاهر إيلا بهذه المواصفات والإنجازات والمميزات التي يقرنونها به، فإننا نتوقع أن يثمر «باسكيت» مشروع الجزيرة هذا الموسم «عنباً». > وأن تخرج اللوبيا العفن «قمحاً». > غير أن الثناء الذي يكون في الصحف عن المسؤولين لا يثمر غير «الدعوات الخاصة»، و«الصفحات التسجيلية». > الصحافة السودانية تحتاج أن تتحرر قليلاً من منطقة «الغزل» في محمد طاهر إيلا. > إن كان إيلا بكل هذه المميزات والإنجازات، فإن ذلك هو الشيء الذي من أجله كلف لأن يكون والياً. > اللون الأبيض يجب أن يكون «أبيض». > لا تثنوا على مسؤول في «واجباته»، إن اعتبرنا أن «الجزيرة» أضحت تتبسم في وجود الوالي محمد طاهر إيلا. > كما أننا نقبل أن يكون ذلك الثناء والحمد من قبل المواطنين في ولاية الجزيرة، وليس من قبل الكتّاب والصحافيين في أعمدتهم الصحفية. > إن اتجه والي ولاية الجزيرة إلى زراعة مشروع الجزيرة في «الأعمدة الصحفية»، يكون بذلك ضل طريقه عن «الحواشات». «3» > الأمر الغريب، أن والي ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا الذي انتقل بولاية حمده من ولاية البحر الأحمر إلى ولاية الجزيرة في الوقت الذي كان يجد فيه التقدير والثناء من الصحافة السودانية وكتّاب الأعمدة ورؤساء التحرير، كان في الوقت نفسه يدخل في صراعات وخلافات مع مجلسه التشريعي بالولاية. > المجلس التشريعي هو الجهة التي تراقب الوالي وتقدر إنجازاته وليس «الأعمدة الصحفية» من يناط لها ذلك. > الصحافة السودانية في شكلها «الغزلي» هذا للوالي محمد طاهر إيلا، سوف تقويّه بغير حق في صراعه مع مجلسه التشريعي، وتلك تبقى تجاوزات للصحافة. > اتركوا إيلا لمجلسه التشريعي ولمواطني ولاية الجزيرة هم الأقدر على تقييم الوالي… إن أحسن فلن يمنعوا عليه حمدهم، لأنهم أصحاب الوجعة، وإن لم يحسن فلن تغنيهم «الأعمدة الصحفية» عن الخدمات الأساسية في الولاية والواجبات الدستورية على حكومة ولايتهم. > الصورة «البنفسجية» التي تقدمها الصحافة السودانية عن الوالي محمد طاهر إيلا يتضرر منها شعب ولاية الجزيرة، ويدفع ثمن «تحميضها» وإخراجها مواطن الولاية. «4» > حتى الكرنفالات والمهرجانات التي يبدع فيها إيلا سواء كانت للثقافة والسياحة أو كانت للدعم والاستنفار تنفخ فيها صحافتنا بصورة خرافية، لتتحول من العمل الإعلامي للعمل الإعلاني. > ليس هنال والٍ في الدنيا حسبت له الدعومات التي يجمعها من المواطنين «إنجازاً» له. > يكرم الذي يعطي ولا يكرم الذي يأخذ. > تلك إنجازات «المواطن» نفسه إن وقعت، وليس المسؤول. «5» > قبل فضائية الجزيرة، كنا ننتظر مشروع الجزيرة. > ولكن إيلا حرفته الأساسية «الإعلام»، هو يحسن السير في مثل هذه الدروب. > لا المنابر ولا المنصات ولا الأعمدة الصحفية يمكن أن تنتج «قمحاً». «6» > أتوقع أن تحول جائزة الطيب صالح في الموسم القادم لمحمد طاهر إيلا، ليس من أجل أن يحمل جائزتها، وإنما من أجل أن يحمل اسمها، فتصبح جائزة محمد طاهر إيلا. «7» > أستاذنا السر أحمد قدور.. عذراً إن أغلظت عليك في هذا العمود!!


تعليق واحد

  1. لو لم يكن إيلا أهلا للثناء، لما أحدث هذه الضجة. أمثالك يا أخي من أعداء النجاح لا نحتاج إليهم فهم ولله الحمد كثر. ولكن أمثال إيلا في هذا الزمن الأغبر كثر. اسكتوا قليلا ودعونا نستمتع قليلا بضوء بدأ يلوح في آخر النفق من شمعة صغيرة تتمثل في إيلا وقليل من أمثاله. ماذا يضيرنا إن أثنى البعض على رجل يستحق الثناء، وإن امتنع أمثالك من الأقلام الحاقدة المريضة المعادية للنجاح، ومثيرو الخلافات فقط لثيروا ضجة تجعل قاماتهم الضئيلة وأصواتهم العالية وانجازاتهم الصفرية تسود صفحات الصحف. نحن نحب إيلا وأمثال إيلا ونمدحهم لأنهم قلة. ونبغض أمثالك لأنهم والعياذ بالله السواد الأعظم لكل من جعلته الأقدار يكتب ويتحدث في الشأن العام.