مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : نهج حكومي ضار


٭ في إحدى المرات، وفي زيارة لنا لولاية سنار، ضحكت مع أحد المعتمدين، بعد أن ترك كل هموم محليته وولايته وتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية، ولعل توتر علاقة الخرطوم بواشنطن جعل الأخيرة مادة دسمة، في لقاءات كل المسؤولين، ربما حتى من هم دون المعتمد.. «غايتو أمريكا تطير عيشتها».
٭ أمس استدعت الخارجية القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم السفير بنجامين مولنج وأبلغته استياء الحكومة من ظاهرة تأخير أو عدم منح تأشيرات الدخول لمسؤولين يتلقون دعوات من الأمم المتحدة أو مؤسسات دوليه مقرها نيويورك أو واشنطن.
٭ عدد من المسؤولين لم يحصلوا على تأشيرات لدخول أمريكا منهم وزراء الداخلية، التربية والدولة بالصحة، وأضح أن مسألة التأشيرات «خميرة عكننة» جديدة في علاقات البلدين، السفير بنجامين نفى أن يكون الأمر سياسة جديدة لبلاده تجاه السودان.
٭ السفير الأمريكي عزا الأمر إلى ما أسماها بـ» التعقيدات البيروقراطية «، وأضح أن الحكومة «كبرت الموضوع»، خاصة وأن التقديم للتأشيرة يتم منذ وقت مبكر، ومعلوم أن الحكومة «تمشي الهوينا» و «ممهووله»، وكثير من عملها يتم بطريقة «رزق اليوم باليوم» كما أقر مدير الأمن السابق صلاح عبد الله «قوش»، ذات مرة.
٭ القائم بالأعمال الأمريكي كان صريحاً وقد طالب الحكومة بالحرص على طلبات التقديم منذ وقت مبكر، قبل شهر على الأقل لتفادي حدوث أي حالات مماثلة، وهي مسألة تبدو صعبة على الحكومة .. قبل أكثر من شهر شاركت وفود من منظمات المجتمع المدني في المؤتمر العالمي للعنف ضد المرأة، رتب وضعها باكراً، بينما تبين أن الحكومة «تفاجأت» بالمؤتمر.
٭ منهج الحكومة تجاه الولايات المتحدة يحتاج مراجعة، وبصراحة طريقة التعاطي الرسمي مع الشأن الأمريكي ضارة ، فما من مسؤول يقف في منبر إلا وشتم أمريكا «لي جد جدها».. وحتى وزراء ممن هم ليسوا بمؤتمر وطني يستمتعون بإطلاق التهديدات تجاه أمريكا.
٭ نعم واشنطن ضيقت الخناق على الخرطوم بالعقوبات منذ سنوات والتي أثرت على الأوضاع بالبلاد، ولكن أؤكد أن التأثير ليس بالحجم الذي يصوره بعض المسؤولين ويغطون به على عجزهم، خاصة وأن الأزمة واضحة في عدم توجه الحكومة للإنتاج وإهمالها للزراعة واسألوا دكتور المتعافي الذي بح صوته.
٭ الأمر يتطلب أن نسأل أنفسنا وبكل صراحة: هل العيب فينا أم في أمريكا؟؟ لفترة طويلة كان هناك تنافس خفي بين مسؤولين بارزين في الحكومة – بعضهم غادر منصبه الآن – بشأن تحسين العلاقة مع أمريكا، ومعلوم أن التنافس غير الشريف يكون شعاره في أحايين كثيرة «يافيها يا نطفيها».
٭ الحكومة ليس لديها سياسة واضحة تجاه أمريكا ، المسألة قائمة على ردة الفعل، في أحايين كثيرة يساورني الشك بأن الحكومة هي التي لا تريد تحسن العلاقة مع أمريكا وليست الأخيرة.