مقالات متنوعة

محمد وداعة : نواب البرلمان .. تفكيرهم وصلاتهم


النائب البرلماني حسن محمد صباحي (مؤتمر وطني)، قال تحت قبة البرلمان أمس الأول (النواب دايرين زيادة قروش، زيدوا المرتبات عشان يقدروا يفكروا.. الزول لمان يكون مفلس صلاتو ذاتها بتبقى سهو)، المعروف أن مخصصات وامتيازات شاغلي المناصب الدستورية محددة وفقاً للقانون، (3900) ج راتب شهري للنائب بالإضافة إلى مخصص اجتماعات لجان المجلس وهو محدد بمبلغ (300)ج شهرياً للنائب الذي يحضر كل اجتماعات اللجان، ويحدد المبلغ النهائي بكشف الحضور والغياب، أما النائب الذي يشغل موقع نائب رئيس لجنة فيتقاضى راتباً يعادل راتب وزير الدولة وهو حوالي (9,500) ج بالإضافة الى امتيازات أخرى، رئيس اللجنة يتقاضى راتباً يعادل راتب الوزير وهو مبلغ (13,500) ج بالإضافة إلى امتيازات بدل السكن والسيارة، أما قيادات المجلس الأخرى فتتراوح مخصصاتها بالإضافة الى الراتب ما بين (45,000)ج إلى (90,000) ج شامل بدل السكن وبدل اللبس والضيافة بالإضافة الى السيارة (السيارات)، راتب النائب البرلماني في السودان يعتبر ملاليم، حيث يعادل راتبه حوالي (300 دولار) وللحقيقة يجب أن نقول إن (3900) ج راتب للنائب البرلماني، تقل عن رواتب آلاف الموظفين في الخدمة المدنية، ويعادل، أو يقل، عن رواتب السائقين (مع تأكيد احترامنا لهم) في الوزارات والشركات الحكومية العامة أو الخاصة، وهو بكل المقاييس راتب ضئيل لا يكفي للحضور والانصراف و(الفطور)، وهو واقع يعكس عجز نواب المجلس الوطني عن فهم وإدراك حقيقة الغلاء الفاحش، والتعامل معه بجدية، و(فاقد الشيء لا يعطيه).
المجلس الوطني وهو الرقيب على الأداء الحكومي على اطلاع مفصل على الصرف البذخي الحكومي، وهو على دراية تامة بالهدر الضخم في المال العام الذي يذهب حوافز وامتيازات لصغار الموظفين، أما الكبار من الموظفين فحدث ولا حرج، فهناك من تستخدمهم الدولة بتعاقدات خاصة، يتقاضون رواتب تتجاوز (100) ألف جنيه شهرياً، وفئات أخرى، لا سيما تلك الفئة التي يحكمها قانونها الخاص، ولها هياكلها الخاصة، ولا تخضع لقانون الخدمة المدنية، ويكفي أن نقول إن مرتبات الدرجة الخامسة (الرابعة القديمة) تبلغ ضعف راتب النائب البرلماني، وتتصاعد الرواتب حتى الأولى، هذا غير الوظائف القيادية للمدراء ورؤساء مجالس الإدارات.
ورب ضارة نافعة، والحمدلله الذي أوصل أزمة ضعف المرتبات والشكوى من غلاء المعيشة إلى قبة البرلمان، فأصبح النائب منهم يسهو في صلاته من قلة راتبه، ولا يستطيع التفكير في حاله.. ولا يدري بحالنا، فكيف يكون حال الملايين من صغار الموظفين والعاملين الذين لا يتجاوز راتبهم (1000) جنيه، أو أولئك الذين في الأصل ليس لديهم رواتب وعلى باب الله، الملايين في بلادنا وفقاً للنائب صباحي وقياساً على قوله، يسهون في صلاتهم ويعجزون عن التفكير، قال تعالى: (ويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين يراءون ويمنعون الماعون)، ويل هذا وادٍ في نار جهنم.