سياسية

مخاوف من انهيار اتفاق السلام بجنوب السودان


لا تمثل عودة زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار إلى عاصمة دولة جنوب السودان جوبا سوى نهاية غير مكتملة للحرب في الدولة الوليدة، وذلك بالرغم من المخاوف التي لا تستبعد إمكانية انهيار اتفاق السلام الذي وقعه مشار مع خصمه الرئيس سلفاكير ميارديت.

ويرى مراقبون للوضع السياسي بجنوب السودان أن أداء مشار اليمين بوصفه النائب الأول لرئيس الجمهورية يعني بداية صفحة أخرى من الملاسنات والتوتر السياسي، والتي ستبدأ مع إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية وانطلاقة جلسات البرلمان الذي سيضم في عضويته نحو خمسين من قيادات المعارضة المسلحة.

ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن هذا التوتر المتوقع سيمثل الاختبار الحقيقي لمدى نجاح اتفاق السلام الذي وقعه سلفاكير ومشار في أغسطس/آب 2015 عقب ضغوط دولية وإقليمية.

وتسلم مشار المنصب بصفته الرجل الثاني في الدولة بعد أكثر من 22 شهرا من إقالته من المنصب نفسه بعد خلافات سياسية بينه وبين سلفاكير، وهو ما دفع إلى اشتعال حرب عنيفة بين القوات الموالية لهما أودت بحياة أكثر من عشرين ألف شخص، وخلفت تداعيات عرقية بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي إليها سلفاكير، والنوير التي ينتمي إليها مشار.

تعهدات متبادلة
وكان زعيم المعارضة المسلحة تعهد فور تسلمه مهمته الجديدة بفتح صفحة جديدة مع سلفاكير من أجل تحقيق الاستقرار الأمني في البلاد، بينما قال سلفاكير إن عودة مشار ستؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد، وتعهد بالعمل معه من أجل استعادة ثقة المواطنين في القيادات السياسية.

غير أن أطرافا إقليمية ودولية أسهمت في إنجاز اتفاق السلام عبرت عن مخاوفها بشأن انهيار الاتفاق نتيجة مؤشرات على عدم الثقة بين الطرفين، بالإضافة إلى مواصلتهما تعزيز الحشد العسكري لقواتهما في مناطق عديدة.

ورأت الأطراف المذكورة -ومنها الأمم المتحدة- أن هذا الحشد يعد أحد المؤشرات الدالة على هشاشة الإرادة السياسية في تنفيذ الاتفاق.

ودعا الرئيس السابق لدولة بتسوانا فيستوس موغاي -الذي يقوم حاليا بمهمة رئاسة لجنة المراقبة وتقييم اتفاق السلام بجنوب السودان- الحكومة والمعارضة لتعزيز مساحات الثقة بينهما من أجل ضمان إنجاح الاتفاق.

وقال موغاي في تصريح مقتضب للجزيرة نت إن هنالك مخاوف عديدة ما تزال قائمة بشأن نجاح الاتفاق، متعهدا ببذل كل جهد لإزالة العوائق، وزاد قائلا “لا يمكن أن نقبل بعودة الحرب إلى هذه الدولة الفتية”.
موقا: مؤشرات فقدان الثقة بين مشار وسلفاكير تهدد اتفاق السلام (الجزيرة)

تهديدات ومخاوف
وكانت الولايات المتحدة -التي تقود دول الترويكا التي تضم النرويج والمملكة المتحدة- المهتمة باتفاق السلام حذرت الحكومة والمعارضة من أي محاولة قد تؤدي إلى تعطيل أو انهيار اتفاق السلام.

ويرى الخبير المختص في القضايا السياسية في جنوب السودان عثمان نمر موقا أنه بالرغم من اتخاذ طرفي الحرب خطوات متقدمة لتنفيذ اتفاق السلام فإن مؤشرات فقدان الثقة بينهما تهدد الاتفاق.

وقال موقا في حديث للجزيرة نت إن فقدان الثقة بين الأطراف الموقعة من أكبر مهددات المرحلة الانتقالية المقبلة، إلى جانب مسألة الجيشين، وقضية تقسيم البلاد لولايات جديدة، وهو ما ترفضه المعارضة وتصر عليه الحكومة، وأشار المتحدث إلى أن أي خلل في التعامل مع هذه الملفات سيؤدي إلى عودة الحرب.

في المقابل، استبعد وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل مكوي أي تكهنات بشأن عودة الحرب بين الطرفين خلال الفترة الانتقالية التي ستمتد ثلاثة أعوام، وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن الحكومة والمعارضة استطاعتا بناء الثقة بينهما بدليل تجاوز العديد من الخلافات السياسية التي كانت سائدة بشأن الترتيبات الأمنية للقوات داخل العاصمة جوبا.

وأضاف مكوي أن كل التوقعات بعودة الحرب غير واردة باستثناء وجود بعض اختلاف وجهات النظر السياسية بين الطرفين حول تفسير بنود اتفاق السلام.

المصدر : الجزيرة


‫2 تعليقات

  1. الحكومة التي شكلت ليلة امس في جنوب السودان ربما اكفأ حكومة في العالم و ليس في افريقيا.

    السلام في جنوب السودان سيتماسك بحول الله.

    بداية طيبة
    ربي يحفظ دولة جنوب السودان و دولة السودان و يحفظ الشعبين الشقيقين. و ينعم علينا جميعا بالسلام و الاخاء و التطور.

    لن ننسى وقوف اخوتنا السودانيين معنا منذ بداية الازمة.رغم الاخفاقات و الاخطاء هنا و هناك. الا اننا اخوة. تقدمنا في تعاوننا و تكاملنا الاقتصادي الشامل.

    تحياتي

    حامد عبدالله
    مواطن جنوبي

  2. نأمل ونتمنى ذلك اخي حامد وجنوب السودان هم اشقاؤنا لكن نحذر من ايواء من يضر ببلدنا واعني المتمردين. فاذا اراد شعب وحكومة الجنوب العيش بسلام معنا وأن نكون يد واحدة لمصلحة وتنمية بلدينا فنرجو الابتعاد من ايواء المرتزقين امثال عرمان وجبريل وعقار وتلك الزمرة الفاسدة. نأمل طردهم من جنوب السودان. ونأمل ان تتذكر الحكومة وشعب الجنوب كيف منحهم السودان استقلالهم بنفس راضية. وكيف تنازل لهم عن النفط والارض. وما زال السودان يأوي اللاجئين الجنوبين ويعتبرهم مواطنين سودانيين يتمتعون بكامل الحقوق.