احلام مستغانمي

سؤال في برنامج !


سألها مقدّمُ البرنامج بفرحة صحافي وقع على سؤال يربك ضيفه:
_هل يمكن لمن ليس في حياته حبّ أن يغنّي الحبّ؟
جاء جوابها هادئًا:
_وحده فاقد الحبّ جدير بأن يغنّيه.. الفنّ العظيم كالحبّ الكبير، يتغذّى من الحرمان.
بدت كما لو كانت تتكلّم بحياء عن الحبّ. هي تدري أنّ أهلها وتلاميذها ومصطفى وزوجته وكلّ مروانة والجزائر يتابعونها في هذه اللحظة، ولولا إحساسها بذلك لربّما قالت شيئًا آخر. لكنّها بدت صادقة في ما قالته على استحياء. الحياء نوع من أنواع الأناقة المفقودة. شيء من البهاء الغامض الذي ما عاد يُرى على وجوه الإناث.
وهي التي تنازل الإرهابيين بملء حنجرتها، عندما تتحدّث عن الحبّ تخفت طبقة صوتها حتّى درجة البوح، وحينذاك تصبح شهيّة، ويكتشف الآخرون وهم يستمعون إليها، تلك الحقيقة التي نسوها: بإمكان امرأة خجولة أن تكون مثيرة.
تدخّل الشاعر معلّقًا على قولها:
_ لا حبّ يتغذّى من الحرمان وحده، بل بتناوب الوصل والبعاد، كما في التنفّس. إنها حركة شهيق وزفير، يحتاج إليهما الحب لتفرغ وتمتلئ مجدّدًا رئتاه. كلوح رخامي يحمله عمودان إن قرّبت أحدهما من الآخر كثيرًا اختلّ التوازن، وإن باعدت بينهما كثيرًا هوى اللوح.. إنّه فنّ المسافة!
هبّ الملحّن الكبير محتجًّا:
_الحبّ تعتير.. لا شهيق ولا زفير. جيب لي مَرا بتحبّك لَنفسك مو لَجيبك.. وتُنطرك مو تُنطر لَتبرم ظهرك، ع أيامنا الحبّ عمليّة نصب عاطفي.. مَرا بتتجمّل لك.. تتغنّج.. تتبرّج.. لَتوَقّعك، وبس تجنّ وتتزوّجها ما تعود تعرفها. ما في حبّ، في صفقة حبّ.. يا زلمِه بشرفك تعرف شي مَرا بتِقبَل تتجوّز واحد معتّر لأنّا بتحبّو؟!
بهت الجميع، وموسيقار الحبّ يهاجم الحبّ في عيده ويتبرّأ منه.
كان قلبًا مجروحًا، ورجلًا مخدوعًا، حضر ليُصفّي حساباته مع الحبّ. إنّه ينتمي إلى العناصر غير المنضبطين في حزب العشّاق، يُطلق النار كيفما اتّفق على النساء. أثناء دفاعه عن الحب، لا ينتبه أنّه أفرغ رشّاشه فيه.. وأرداه.
” الأسود يليق بكِ “