منوعات

بالفيديو .. ماذا تعرف عن “امبراطورية الموت” في العاصمة الفرنسية؟


هل راودك حلم زيارة باريس والتنزّه في شارع شانزلزيه، ثم التقاط صورة بجانب برج إيفل، يتبعها فنجان قهوة في الحي اللاتيني كأي باريسي؟

لا يمكن إنكار أن مدينة الأنوار من أجمل مدن العالم، لكنّ للعاصمة الفرنسية تاريخاً مظلماً مليئاً بالموت والجثث والجماجم والحفلات السريّة وحوادث الاختفاء المثيرة للشكوك.

كاتاكومب باريس من أكثر الأماكن المفزعة في العالم، ولا يمكن لمن يزور المدينة أن يصدق وجود هكذا مكان. إذ يوجد ما يقارب 7 ملايين باريسي مدفونين تحت الأرض وعظامهم مرتبة على مساحة 11000 متر مربع من الأنفاق تحت المدينة.

من أنفاق إلى مقابر
تاريخ هذه الأنفاق لم يكن مرتبطاً بالموت دائماً، إذ تعود للحقبة الرومانية، إذ استخدمت لاحقاً كمناجم ثم هجرت وردم بعضها بسب التهديد بانهيار أجزاء من المدينة التي تمتد هذه الأنفاق تحتها.

لكن المشكلة الكبرى التي جعلت هذه الأنفاق تتحول إلى مدافن تكمن في الموت نفسه، فرغم افتتاح مقبرةٍ جديدةٍ في المدينة باسم “مقبرة الأبرياء” في القرن الـ 15، فإن العدد الكبير للموتى في باريس شكل خطراً حقيقياً على المدينة نتيجة اكتظاظ المقابر.

وكان لانهيار أحد جدران “مقبرة الأبرياء” وانتشار الجثث وتراكمها الحدث الذي أجبر البلدية في العام 1780 على اتخاذ القرار بنقل بقايا الجثث المتكدسة في “مقبرة الأبرياء” إلى كاتاكومب وتحويلها لمقبرة كبيرة.

استغرق الأمر قرابة العامين، وذلك لنقل بقايا ما يقارب مليوني باريسي دفنوا هناك على مدار 600 عام، إلى جانب حوالي 20 عاماً لنقل باقي الجثث من باقي المقابر في العاصمة الفرنسية.

بعدها استغرق الأمر حوالي 4 أعوام لتجهيز كاتاكومب ورصف بقايا الجثث وتجهيز المكان لاستقبال العامة وذلك بين أعوام 1810-1814.

أما التعديل الأخير الذي خضع له كاتاكومب، فكان في العام 1859 من قبل المهندس أوسمان، الذي وظفه نابليون لإعادة تخطيط مدينة باريس.

جماجم من؟
يوازي عمق كاتاكومب مبنى بـ 5 طوابق، وبالرغم من المساحة الهائلة للأنفاق، فإن المسموح بزيارته منها لا يتجاوز الكيلومترين. تتم الزيارات وفق جولات محددة تقيمها الإدارة. وتساهم الحرارة، التي قد تنخفض في النفق إلى 14 درجة، إلى جانب الرطوبة في خلق الجو الغرائبي، وخصوصاً عندما ترى الجماجم تحدق بك بتشكيلات جهنميّة، وكأنها مشهد بفيلم رعب لا في مدينة الحب.

لا يحتوي كاتاكومب على قبور مجهولين فقط، بل مشاهير وأبطال؛ فضحايا الثورة الفرنسية تم أيضاً وضعهم هنا، وكأن للحرية ثمناً يحدق بالمدينة ليبقى شاهداً على ما بذلته في سبيلها.

ومن المشاهير المدفونين هناك، الكاتب الشهير فرانسوا رابيليه صاحب الكرنفايلات الغروتيسكيّة في القرن الـ 14، إلى جانب لافونتين، الكاتب الذي شارك بالثورة الفرنسية وكان أحد خطبائها.

جماجم ضحايا المقصلة حاضرة، وكأن الأخيرة لم ترحم حتى أولئك الذين بنوها وشاركوا في ثورتها، فالأعين الفارغة للعالم والكيميائي لافاوسيه والكاتبين روبوسبير ودانتون كلها موجودة مع ضحايا الثورة.

حفلات سرية

وبعيداً عن أنظار الدولة، تقام بعض الحفلات السرية عبر مداخل سريّة أخرى منتشرة في أنحاء باريس، تكتشفها السلطات بين الحين والآخر.

إذ اكتشفت السلطات في العام 2004 صالةً لعرض الأفلام داخل الأنفاق، مجهّزة بشكل كامل لأفلام رعب بالأبيض والأسود، إلى جانب حانة ومطعم. وحتى الآن لم تُعرف هوية المسؤولين ولا كيف زُوّد المكان بالكهرباء.

كما قامت شركة Airbnb لتأجير المنازل والعقارات، بدفع ما يقارب الـ350 ألف يورو كي تسمح لأحد مستخدمي خدماتها بالنوم في كاتاكومب ليلة واحدة.

توقف.. هذه إمبراطورية الموت

نحتت هذه العبارة على أحد الجدران المصنوعة من الصخر، وأثارت جدلاً كبيراً بعدما وجدت السلطات كاميرا فيديو توثق اللحظات الأخيرة لأحد المتسللين الذي ضاع في الأنفاق.

تصور الكاميرا رحلة هروبه وتخبطه بين الأنفاق وتسارع أنفاسه المرعوبة. مدة الشريط 45 دقيقة ينتهي بانتهاء بطارية الكاميرا، وإلى الآن لم تكشف السلطات عن هوية هذا الشخص.

 

لمشــاهـــدة الفيـــديو أضغــط هــــنا

هافغنتون بوست