الطيب مصطفى

أردوغان .. خطاب الوداع


أردوغان ، صانع تركيا الحديثة وباعث نهضتها وملهم ثورتها الجديدة التي يسعى من خلالها إلى أن يعيدها إلى قيادة العالم كما كانت ذات يوم حين كانت القوة والإمبرطورية الأعظم قبل أن تنتكس على يد ذلك الرويبضة العميل (مصطفى كمال أتاتورك) الذي أنهى الخلافة الإسلامية العثمانية وقزم تركيا بين الأمم وجعلها تابعاً ذليلاً .
ما أصدق من قال إن التاريخ عربة يقودها العظماء من الرجال وهل أعظم من الرجل الذي أعاد تركيا إلى روحها، بعد أن انتزعت الروح من الجسد من قِبل الذئب الأغبر الذي طمس هويتها وقزّمها وجعل منها مسخاً مشوهاً فاقداً الهوية بعد أن كانت قائدة ورائدة وسيدة على العالم من خلال الحرب التي شنها على الإسلام ومن خلال إخضاعها إلى نمط الحياة الغربية في كل شأن من شؤونها؟
استطاع أردوغان أن ينقل تركيا خلال عشر سنوات من الدولة رقم (111) إلى الدولة رقم (16) من حيث قوة الاقتصاد، كما استطاع أن يجعل منها دولة صناعية كبرى غزت صادراتها الأسواق الأوربية وأسواق العالم أجمع.
إنه أردوغان الذي أعاد إلى تركيا هويتها الإسلامية وقد كتب مذيع قناة الجزيرة أحمد منصور مقالاً رائعاً هلا شاركتموني قراءته في الأسطر التالية؟
أردوغان .. خطاب الوداع
القنبلة التي فجّرها أردوغان في الخطاب الذي ألقاه على مدى ثلاث ساعات في المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا حيث فاجأ الحضور والعالم بالإعلان عن هويته الإسلامية للمرة الأولى وشن هجوماً على حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك حينما قال:
(هناك شباب تحت العشرين أو فوقها لا يعرفون ما تعرض له الشعب من حرب على قيمه ومقدساته..
لقد تمت محاربة قيم هذا الشعب ومقدساته فى الأربعينات من القرن الماضى، حيث أغلقت أبواب المساجد وحولت إلى متاحف وحظائر للحيوانات، ومنع تعليم القرآن من قبل حزب الشعب الجمهوري الحالى، وقسموا المواطنين إلى قسمين، مقبولين ومرفوضين،هل تعلمون أن حزب الشعب الجمهوري اليوم يهددنا ويقول لنا ونحن لنا 335 مقعداً فى البرلمان هل تريدون أن تكون عاقبتكم مثل عاقبة عدنان مندريس..
نحن نعرف هؤلاء جميعاً ونعرف ماضيهم لقد كان الشعب يبكي حينما أعاد عدنان مندريس الأذان بعدما منعوه لعشرات السنين، نحن شعب مسلم، والبلدان الإسلامية الأخرى أصبحت تتحدث عن التجربة التركية، لقد تجاوزت تجربتنا حدود بلادنا، إننا سنعيد فتح مدارس الأئمة والخطباء التي أغلقوها حتى يعود الناس ليتعلموا القرآن والسيرة النبوية، وسمحنا لبناتنا المحجبات بدخول المدارس ونسعى لإعطاء الشعب كل حقوقه،إننا نحيى الإنسان حتى تحيا الدولة، إن الدولة لن تكون مؤسسة شرعية دون أن تستند إلى الشعب، والدولة الكبيرة هي التي تصافح شعبها وهي التي تؤسس العدالة ونحن نسعى لإعطاء الشعب كل حقوقه الأساسية.
لن نقوم بأي تصرفات مخالفة لفطرة الإنسان..
نحن نسعى لتأسيس فكرة المواطنة المتساوية..
لن نسمح بممارسة القومية الإثنية أو الدينية، ونحن ضد كل أشكال التمييز، ونحن نؤمن بأن تركيا القوية هي التي تضم كل الهويات، لقد احترمنا جميع الناس ومعتقداتهم ولم نتدخل في شؤونهم الخاصة أو نمط عيشهم على مدار عشر سنوات، وقفنا ضد تسلط الأغلبية على الأقلية وكذلك نرفض تسلط الأقلية على الأغلبية..).
هذا الكلام ربما سمعه الشعب التركي والعالم بهذا الوضوح للمرة الأولى، وكأن أردوغان يتجاوز حدود الحديث عن الدولة العلمانية ليرسخ مفهوم الدولة الإسلامية والشعب المسلم والاضطهاد الذي تعرض له الشعب لفصله عن هويته ودينه، ثم أضاف قائلاً:
(لم نأتِ لنكون سادة لهذا الشعب بل أتينا لنكون خدماً له، ولذلك راجعنا ما قمنا به خلال السنوات العشر الماضية، وراجعنا ما أنجزناه وما لم نتمكن من إنجازه.. إن واجبنا كشعب هو أن نواصل ما بدأه أجدادنا على ظهور الخيل وإننا نتطلع إلى أن تصبح تركيا واحدة من أكبر عشرة اقتصاديات في العالم، وقد أصبحت خلال السنوات العشر الماضية من الدول المتقدمة).
لم يقف أردوغان عند حدود الخطابة العاطفية التي سيطر بها على عقول وقلوب الملايين التي كانت تتابعه، ولكنه تحدث عن قرارات مهمة ستغير الوجه السياسي لتركيا في الفترة القادمة وقد وضع رؤية للعشر سنوات القادمة لتركيا حتى 2023 تتضمن اثنين وستين هدفاً من أهمها: إعادة تعريف مهام القوات المسلحة وإخضاعها مع الشرطة للرقابة من قِبل هيئة عليا مستقلة، وتغيير نظام الحكم إلى نظام رئاسي أو شبه رئاسي.
ولمح إلى أنه سيرشح نفسه للرئاسة، وحتى يستوعب الأكراد ويحاصر حزب العمال فقد اعتمد اللغة الكردية كما منح موظفي الدولة الذين لم يكن لهم حق الانتماء للأحزاب السياسية أن يمارسوا العمل الحزبي والسياسي ، وبذلك يمكن أن يضاعف القوة العددية لحزبه التي تبلغ سبعة ملايين عضو وتمثل 15% من القوة الانتخابية في البلاد.
ثم قدم قائمة طويلة بالإنجازات التي قام بها خلال عشر سنوات مدعمة بالأرقام والإحصاءات ثم استأذن حزبه في الترشح للرئاسة لآخر مرة تطبيقاً لقانون الحزب، وختم خطابه في تواضع قائلاً (إننى أرجو من كل من أخطأت في حقه أو آذيته أن يسامحني وأن يعفو عني..).
هذا الخطاب بكل تفصيلاته أعتبره واحداً من الخطابات التي يجب أن تدرس في أكاديميات الزعماء وفن القيادة لغة وأداء وإلهاباً لمشاعر الجماهير حتى لو كان طوله ثلاث ساعات.
أحمد منصور


‫3 تعليقات

  1. يا ريت مس هذا الخطاب يطلع عليه أصحاب المشروخ الحضاري دعاة الإسلام و النقاء ،، و من شنفون اذاننا صباح مساء بالهجرة الي الله ،، اتقوا الله يا كيزان و ان الله تعالي يقول ( اعملوا فسيري الله عملكم و المسلمون … ) لكن للكيزان كلام و لا فعال

  2. (اعملوا فسيري الله عملكم و رسوله و المؤمنون ….. ) صدق الله العظيم

  3. ايها الطيب الذي لم يأخذ من اسمه شئ
    لايصيبك الخجل وانت تكتب مثل هذا الكلام ؟؟؟