المثنى احمد سعيد

عنوان استوقفني


(السوريون في السودان ينظفون ويجملون شوارع الخرطوم.. هل هو نفاق أم رد للجميل؟)
بقلم سالم الأمين
اثنا تصفحي صفحات النت ، وكالعادة بداية من موقعي المحبب النيلين الذي تربطني به علاقة امتدت لأكثر من خمسة عشر عاما ، استوقفني العنوان اعلاه ،، اعدت القراءة مرة ومرتين وبصمت قلت لهم شكرا انها بادرة كريمة منهم ..
ولكن خلال الموضوع استفزني كلام الشخص الذي انهال عليهم شتما وسبا ، من دونما سبب غير انهم ارادوا ان يبادلوا الشعب السوداني بعض الحب او يردون الجميل باي صورة كانت ..
من راي ان هؤلاء الشباب بذلوا مجهودا ليس بسهل خاصة اذا ما وضعنا في الحسبان عدم وجود الشركات المتخصصة لبيع مواد كهذه للعامة ، حيث ان المواطن السوداني لا يعنيه كثيرا ان يخطط موقف او يخطط شارع او يسفلت امام عمارته وانما الامر كله على الدولة ولذا لم تقم شركات تبيع مثل هذه المواد التخصصية للمواطن |. ولا ادري كيف تحصل عليها هؤلاء الشباب ..
وهم ايضا يوجهون رسالة ورسالة في غاية الاهمية الا وهي لفتة لنهايات أي عمل نقوم به او ننجزه نراه دائما ناقص او قبيح المنظر وما ذلك الا لعدم خبرة المسؤولين او عدم الاكتراث ، وبذا اطلقت علينا صفة اننا قوم لا نعرف الجمال ولذا لا نسعى لتنفيذه في اعمالنا .. وقديما كتبت موضوعا بعنوان ( انت عايزها تطير ما كدا كفاية ) وكان يتناول هذه الزاوية .. وبالفعل كل شيء ينتهي تجد ان التشطيب اسوأ من السيء .. لا لإمكانات ولا لشيء غير ان المنفذ والمشرف ليس لديه رؤية جمالية كيف تكون مخرجات او نهايات عمله ..
حكى لي صديق انه ذات مرة كان يتناقش مع صديق له حول الجماليات في انهاء الاعمال في السودان فقال له من وين يجي الجمال اذا كان المخططون والمنفذون لا يعرفون الخروج من محيطهم وبيئتهم فيأتون بالمهندس ويكون قد تخرج من كلية الهندسة ويكون قادم من الارياف فحين يخطط لشوارع حي في القرية يكون همه ان يمرر الشارع الله يعزكم حمارا يحمل علفا .. وفي الخرطوم يرتقي بمفهومه ويكون الشارع يمرر الكارو او الركشة .. لانهم لم يسافروا او يدربوا خارج السودان ليروا بأعينهم كيف يتم ذلك ..او وضع المستقبل في كل تخطيط
هؤلاء السوريين قدموا درسا بليغا للمسؤولين في صيانة طرق الخرطوم وتجميل الحدائق والشوارع .. وهي يا جماعة ان الامر في غاية البساطة اذا ما وجدت العزيمة والمصداقية في حب الوطن ..وبالقليل يمكن تغير المظهر الى الافضل .. وكل المطلوب كما قلت حس وطني ورغبة اكيدة في التجميل ،،
هؤلاء الشباب تحركوا من واعز شخصي ومحاولة رائعة منهم لا براز تقديرهم للسودان ، واعتقد انهم نجحوا ولكن يجب ان لا يترك العمل عشوائي هكذا وخاصة من الاجنبي فقد يكون مدخل لثغرات امنية ، و يمكن تحت مسميات هكذا تتم اشياء لم تكن في الحسبان كالتخطيط لسرقات او اختطافات فعلى الجهات المسؤولة ان تجعل هناك ما يؤكد على هوية المنفذ وانه فعلا معروف والجهة التي ينتمي اليها ،وتحت رقابة مندوب من الامن فالسودان يضم سوريين واحبشا و ارترين ومصرين ، فيكون ما قام به السوريين مدعاة للتقليد من عصابات تسرق محلات ، او يكون من خلفهم تخريب امني لا يفطن له احد الا بعد الكارثة .. وايضا لا استبعد ان يستغله ابناء البلد الغير سويين وينفذون مصائب لا علم لاحد بها .. ومن هنا انادي بسن تشريع ان أي جهة اجنبية مكونة بمسمى تنظيمي يجب ان تسجل وتكون تحت مسؤولية جهة معروفة ويجب ان يكون هناك ترخيص وموثق من سفارة الجهة التي تنوي القيام بعمل هيئة او تنظيم مجتمعي ..
لا يسمح ان يمارس احد أي نشاط مجتمعي او عملي بيئي مالم يكن يحمل موافقة من الجهات الامنية بالولاية او وزارة الداخلية ,, مع التبسيط في الاجراء حتى لا ينفر الامر..
والان لنطرح سؤلا افتراضي : مجموعة كهذه ادعت التنظيم والمشاركة في التجميل وبدأت بطريقة ما الحفر بالقرب من بنك او قل لأي شركة كبرى .. وتم التوصل الى الخزينة واستولوا على ما تحتويه وفروا هربا الى الخارج ماذا تكون النتيجة.. ..؟
الاجانب الذين يمارسون اعمالا شرعية وبمعرفة الجهات الرسمية لهم كل تقدير والذين يودون التفاعل مع المجتمع يجب ان يكون بالطرق التي لا توقعنا في مشاكل ..فنحن الفينا مكفينا ..
ويجب النظر في مكان عمل مثل هؤلاء الا يمكن ان يكونوا يخططون لاغتيال شخص كبير يمر من الشارع ، ؟؟او عمل أي شيء يسيء للبلد ؟؟ والله كله جائز فعلينا الحذر وترك السذاجة التي تجعلنا من فئة من يتصفون بالعبط ومن يمكن ان ينضحك عليه باي اسلوب ..
والمثل بقول اعقلها وتوكل (او مقتبس الحديث الشريف )
المثنى