مزمل ابو القاسم

البوني المُغرض


* انقطع د. عبد اللطيف البوني عن الكتابة عدة أشهر، وانصرف إلى الزراعة والأكاديميات وتقديم البرامج التلفزيونية، فافتقدنا قلمه الجميل، وأسلوبه اللطيف، وكلماته البسيطة المعبرة.
* حاولت إقناعه بالعودة إلى الكتابة عبر (اليوم التالي)، لكن الحبيب ضياء الدين بلال كان أسرع في إقناعه بمعاودة الإطلالة عبر أخيرة (السوداني)، التي زينها البوني بمقالٍ معبرٍ، كتب فيه عن تلكؤ وزارة الصحة الولائية، في الترخيص لمستشفى الجامعة الوطنية، بحججٍ واهية.
* أنفقت الجامعة الوطنية أكثر من عشرين مليون دولار لإنشاء أحد أحدث المستشفيات التعليمية من حر مالها، (وليس من مال الوزارة)!
* مستشفى خيري، (حقاً لا ادعاءً)، تتسع عنابره لمائتي سرير مخصصة للمساكين، وستين غرفة للميسورين، وسبعة أجنحة فخمة، ومجمع جراحي تتمتع أجهزته بأحدث المواصفات الأوروبية، وست غرف للطوارئ، وأربع حضانات، لحديثي الولادة، ووحدة للعناية المكثفة، وأخرى للعناية القلبية، تضم عشرة أسرَّة، ومعدات متطورة، تشمل الموجات الصوتية، والأشعة العادية والمقطعية، وجهازاً للرنين للمغنطيسي، وقسطرة للقلب، ومعدات أخرى تعتبر الأحدث من نوعها في العالم.
* سمحت أمريكا باستيراد تلك المعدات (استثناءً) ليستفيد منها أهل السودان، ورفضت وزارة حميدة السماح لمستشفى الجامعة الوطنية باستخدامها في علاج السودانيين حتى اللحظة، لأن مفتشي الوزارة ظلوا يطالبون في كل زيارة بأشياء لم يطالبوا بها في الزيارة السابقة، ليبقى المستشفى رهين (الجرجرة) حتى اللحظة.
* سأل البوني عن الأسباب التي منعت الوزارة من التصديق لأول مستشفى تمتلكه جامعة خاصة من حر مالها، وتبنيه على أرضها، ليعالج الفقراء والأغنياء معاً، وتساءل بطريقته الساخرة: (هسه أنا قلت حاجة)؟
* (هو إنت خليت حاجة ما قلتها) يا بروف؟
* سؤالك يحمل في جوفه ألف سؤال، ومليون إجابة.
* لو نالت الجامعة الوطنية الحظوة التي تمتعت بها جامعة الوزير لتم تجيير إمكانات الوزارة لخدمتها وتنميتها، مثلما فعل د. حميدة عندما استغل ثلاثة مليارات ونصف المليار (من الأموال التي خصصتها وزارة المالية لمستشفيي جبرة وبحري)، لشراء جهاز أشعة مقطعية للمستشفى الأكاديمي، برغم أنف العقد الموقع بين وزارة حميدة وجامعة حميدة، والذي ألزم الجامعة بتوريد كل الأجهزة والمعينات الطبية من حر مالها.
* لو كانت الجامعة الوطنية مملوكة للوزير لتم بناء مركز طوارئ ضخم داخلها بكلفة تفوق ستين مليون جنيه (بالجديد)، ولقدمته وزارة حميدة هدية مغلفة لجامعة حميدة، لتديره بالإنابة عنها، كما حدث لمركز الطوارئ، الذي تم تشييده داخل المستشفى الأكاديمي من المال العام.
* إذا كان البروف قرشي محمد علي، (مالك الجامعة الوطنية) الذي عمل وكيلاً لوزارة الصحة قبل عشرين عاماً، وكان الفريق د. إمام عثمان، نائب قائد السلاح الطبي سابقاً، لا يحسنان بناء وتجهيز المستشفيات، فمن الذي يحسن ذلك؟
* عندما كتب مزمل عن مسلسل تضارب المصالح والفساد والمحسوبية وإهدار المال العام في وزارة حميدة تم اتهامه بأنه يمتلك ضغينة شخصية ضد الوزير.
* د. البوني برضو مغرض؟
* اشترت الجامعة الوطنية أرض المستشفى من حر مالها، وشيدته من حر مالها، ووردت له أحدث الأجهزة من حر (دولاراتها)، وجهزته لمعالجة المساكين والميسورين على حد السواء، لكنها لم تنل مبتغاها حتى اللحظة، وظلت ممنوعة من العمل بأوهى المبررات، لأنها لا تشبه (غنماية المك)، ولا تتبع للمك.. المستثمر!!