صلاح حبيب

جوبا تحكم صوت العقل بمرور البترول عبر الشمال!!


عاد صوت العقل إلى الأخوة في دولة جنوب السودان وموافقتهم على مرور النفط عبر أنابيب السودان البالغ قدرها (1610) كيلو متر من مناطق الإنتاج بدولة الجنوب إلى ميناء التصدير بـ(بشائر واحد أو اثنين)، ففي الفترة الماضية كثر الصياح والرفض من قبل الأخوة في دولة الجنوب بمرور نفطهم عبر السودان الشمالي، وحاولوا الاتجاه إلى “يوغندا” أو إقامة خط جديد للبترول عبر تلك الدول، وهي محاولة كانت أشبه بفرفرة مذبوع لأن دولة الجنوب كانت وليدة ومازال الغبن مسيطراً على الأخوان ناس “باقان” و”عرمان” و”عقار” وكل الرافضين التعامل مع الحكومة في الشمال، ولكن بعد أن شعر أولئك بالأضرار التي لحقت بهم بسبب عدم تصدير النفط أو محاولة إيجاد البديل، عادوا إلى رشدهم ووافقوا أن يكون التصدير بنفس الخط القديم الذي بُني أساساً قبل الانفصال لنقل المواد البترولية من مناطق الإنتاج في الجنوب إلى ميناء التصدير بالشمال.
إن مرور البترول الجنوبي فيه فائدة كبيرة للإخوة في الجنوب خاصة وإن الدولة ما زالت محتاجة إلى الدعم والرعاية، وإنسانها مسيطر عليه الفقر والجوع والمرض فتمليكم العقل ونقل البترول عبر الشمال يقلل كثيراً من تكلفة بناء خط جديد عبر “يوغندا” أو أية دولة أخرى، ثانياً دولة الجنوب محتاجة إلى المال السريع لتنفيذ مشاريعها وإقامة بنياتها التحتية، وأصلاً الدولة الآن ليست لها موارد تدر عليها دخلاً كبيراً وسريعاً إلا البترول، رغم أن الأخوة في الجنوب وكما يقول المثل السوداني (قام من نومه ولقي كومه)، بمعنى أن استخراج البترول تم من قبل الحكومة المركزية قبل الانفصال، فكل الجهد الذي تم والتعاقد مع شركات النفط الصينية أو الماليزية أو الكندية أو الأمريكية، كلها كانت بواسطة الخبراء في الشمال، ولم يكن للأخوة في الجنوب أي دور، لقوا كل شيء جاهز حتى البنيات التحتية التي أقيمت من مدارس ومستشفيات وطرق ومياه، كلها تمت من خدمات البترول وإلزام الشركات التي تعمل في مجال البترول أن تقدم تلك الخدمات، ولذلك على الأخوة الجنوبيين أن يشكروا الشمال صباح مساء على ما قدموه لهم، فكل شيء وجدوه جاهزاً.. الآن يبدو أن القيادة في الجنوب بدأت تفيق من سكرتها ومن آثار التخدير السابق، فحكمت العقل ووجدت لا فائدة من العناد وركوب الرأس، وينبغي أن تتعامل مع الشمال لمصلحة الطرفين، فمرور النفط عبر الشمال يعيد الثقة بين الدولتين ويوفر مالاً من عائدات النفط للشمال والجنوب، ويعيد الثقة للشركات والمستثمرين الأجانب بالعودة إلى الجنوب لتنفيذ المشاريع المختلفة.