عمر الشريف

كيف تغيرون وأنتم متفقون ؟


الشعب السودانى الذى ضاقت به سبل الحياة حتى اصبح الكل يفتى فيه وهو صابر ومحتسب يرجوا الفرج من الله . لقد إتفق الشعب السودانى بكل طوائفه بالتغير وتحرك البعض منهم سوى قناعة أم تحريك من جهات أخرى أو لتنفيس ما بداخله . طالما نحن متفقون ومقتنعون بالتغير لا بدأ لنا من التحرك سلما أو بطرق ووسائل لا تؤثر فى ممتلكات الشعب وبدون خسائر بشرية أو مادية لكى يتشجع كل صاحب منصب رفيع ويتنازل عن منصبه ليتم تشكيل حكومة وطنية محايدة حتى قيام إنتخابات نزيهة .

اليوم حال الشعب السودانى يرثي لها ، إنعدام الأمن فى بعض الولايات وعدم الإستقرار وأزمة ماء وكهرباء ومواصلات وغاز ودواء ومواد تموينية وغلاء فاق الدخل وتعطيل الدراسة وإستمرار الإضرابات وتدنى الخدمات الصحية وضغوط دولية بالحصار وسداد الديون والإحجام عن الاستثمار وتشجيع مؤتمرات الحركات المسلحة ودعمها ووجود بعض مخابرات دولية وتحريك دول الجوار بمشاكل الحدود وإختلافات المعارضة وفساد الدولة كل هذا سبب معاناة الشعب والحكومة والجميع مقتنع ومتفق على ذلك . أين المخرج ؟

المخرج ليس بأسلوب لحس الكوع ولا بالزارعنا يقلعنا ولا بالضرب والسجن والفصل عن الخدمة وإنما المخرج بالشورى التى نادى بها الإسلام وبالديمقراطية المعاصرة التى يدعيها البعض وينادى بها . للأسف الشديد نشاهد طلاب الجامعات يركضون يمينا وشمالا من مطاردة الأمن والأمن ينفذ التعليمات والتعليمات تصدر من القيادة والقيادة محتارة ماذا تفعل ؟

المهدى فى القاهرة والحسن يعود للسودان وأقطاب الحركات يجتمعون نائمين فى باريس وواشنطون والكودة يصرح بقيادة المظاهرات والأحزاب الأخرى تنادى بالحوار وأمبيكى يخادع ويحمل أسرار الدولة للمنظمات الدولية وحقوق الإنسان تنشط عند هزيمة المعارضة والجنوب يدعم الحركات ويتفاوض لتخفيف الضغوط عليه ومصر تستعرض قوتها ونفوذها وتحرك مخابراتها فى بعض الدول الداعمة والمساندة للسودان الشعبى وليس الحكومى . والشعب مازال يؤمل فى المعارضة والحركات للتغير وهم يحركون الطلاب ليكونوا كاسحى الألغام أمامهم ويسهل لهم الطريق .

الحل الذى نتمناه وبدون خسائر بشرية ومادية وتشويه لسمعة هذا الشعب هو تشكيل فريق من النخبة المحايدة من المحامين والقضاة والأطباء والأساتذة والمهندسين والقيادات العسكرية والأمينة المشهود لها بالوطنية والإخلاص ليشكلوا نواة يضعوا فيها نقاط تخرج هذا الوطن الى بر الأمان ويتم إختيار حكومة وطنية من هؤلاء النخبة يدعمها الشعب وتؤيدها الحكومة الحالية ويتم التسليم بكل إحترام وتطبيق للشورى الإسلامية والوطنية المخلصة والديمقراطية الغربية التى يقتنع بها البعض . هذا هو المخرج الوحيد الذى نراه الآن و الذى يحقن الدماء ويجمع الشمل ويوحد الصف بدون حزبية وقبلية ويشجع التنمية والإستثمار ويساعد فى الأمن والإستقرار.

لكن ننادى بالتغير ونحن متفقون بأن لا خير فى المعارضة السياسية والعسكرية ولا الحكومة تلك هى الفوضى بعينها حيث أن الأحزاب غير متفقة وغير مقبولة من الشارع والحركات لها أهداف سياسية وأحقاد قبلية والحكومة لها مليشيات أسست على الحزبية والمنافع الشخصية وهنا تصبح الفوضى وتفشل أى حكومة جديدة .

والله من وراء القصد.