مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : الحكومة تعادي نفسها .. إيلا نموذجاً


* بذكاء ماكر تم الترويج ، وبشكل واسع ، لطرفة لمصلحة والي البحر الأحمر وقتها محمد طاهر إيلا ، ومفادها أن مواطناً شرقاوياً قال : (لو تخلي باب بيتك فاتح ، تلقى إيلا دخل ليك زلط).
* لكن الواضح أن إيلا سيجلب (المشاكل) ، لولاية الجزيرة الوادعة ، رغم حالة التفاؤل والاستبشار بقدومه ، وإن كانت تلك حالة سودانية عامة مع كل قادم جديد .. انتظرت لأيام تعليق أي مسؤول رفيع بالمركزعلى ما حدث في الجمعة الماضية بالجزيرة عندما خرجت مسيرة بالولاية مؤيدة لـ (إيلا).
* وحبابو إيلا لو خرجت كل الجزيرة لتأييده ، لكن الغريب في الأمر أن إيلا خرج هو الآخر في المسيرة وخاطبها ، وهي هدفت بشكل كبير لإعلان الحرب على المجلس التشريعي بالجزيرة ، والذي تجرأ وقال لـ (إيلا) ، (لا) .. وهي الكلمة التي لم يعتاد عليها الرجل ولذلك ضاق ذرعاً بالتشريعي فكانت النتيجة تلك المسيرة الغريبة.
* إن خروج هكذا مسيرة هو مؤشر خطير لبروز تيار داخل الحزب الحاكم لا يؤمن بالمؤسسية ، ويكرس لحكم الفرد ، وهو ماسيقود الحزب الى درك سحيق ، ويجعل أمثال إيلا يتجرأ ويتمادى في تحدي الحزب وشيئاً فشيئاً يتمرد عليه.
*خطة إيلا ستقوم على إضعاف مؤسسات المؤتمر الوطني ، وهو الأمر الماثل الآن بدليل أن نائبه بالحزب خورشيد لم يحتمل أفعال إيلا ، وغادر موقعه ، يحاول إيلا أن يظهر بأنه المنقذ للجزيرة ، ولذلك يدغدغ مشاعر المواطنين بالحديث الكثيف عن محاربته الفساد والمفسدين.
* رغم أن الفساد أنواع منها العمل خارج المؤسسات ، الإستعانة بشخصيات أشبة ماتكون بـ (حكومة الظل) ، إستجلاب شركات تقوم باعمال دون طرح عطاءات .. استهداف إثنيات بعينها وتهميش مناطقها في محاولة لإضعافها.
* قد يقول قائل طالما إيلا أعلن الحرب على الفساد فهذا أمر جيد ، ونحن نؤيد ونقول ذلك ولكن لا يعقل أن يكون ذلك هو الخطاب المكرر ، عدد من الولاة مضوا في ذلك الطريق – تصحيح الأوضاع – أمثال كاشا بالنيل الأبيض واللواء د.عيسى آدم بجنوب كردفان.
* لكن عيسى وكاشا لم يقوما بكل تلك (الهيلمانة) ، التي يمضي فيها إيلا .. الأخطر في حكاية إيلا أنه صور للمواطن في البحر الأحمر وكأنما المركز عدوه ، من خلال إثارته لملف مياه بورتسودان والميناء وغيرها من الملفات ونخشى أن يفعل ذات الأمر في الجزيرة.
* عدد من الولاة الذين تعاقبوا على الجزيرة كانت نتيجة عملهم مثل نتائج فرقنا الرياضية خارجياً ، مما جعل المواطن يتلهف لوالِ ينقذ الولاية ، ولذلك سيشعر للوهلة الأولى أن أيلا هو الهدف ، ولعمري هذا ليس صحيحاً طالما يغرد الرجل خارج السرب.
* هاهي البحر الأحمر تمضي وبقوة ، إلى الأمام ويكفي أن نسيجها الاجتماعي بدأ في التعافي ، مما يعني أن إيلا ليس بيده عصا موسى .. ومهما يكن من أمر لو استمر نهج الرجل بهكذا صورة سيولد هتافاً جديداً (بلد فيها إيلا ياحليلا).


تعليق واحد

  1. اسامه عبدالماجد اوفيت وكفيت ايلا والاقلام الماجوره صورو المشكلة وكانها حرب بين الاصلاح والفساد، ايلا يدير الجزيرة بطريقة فرعونية