طب وصحةمقالات متنوعة

د.روضة كريز : متى يكون الطعام علاجا؟


تقول دراسة للأمم المتحدة عن البيئة، إن سوء استخدام المواد الكيميائية في المواد الغذائية منذ بداية زراعتها أو تصنيعها، أصبح يسبب أضرارا خطيرة على الصحة والبيئة، وخصوصا في البلدان النامية. وإن دول أفريقيا مازالت ترتفع فيها حالات المرض والإصابات الناجمة عن سوء استخدام المبيدات الحشرية في الزراعات الصغيرة. وإن التلوث والأمراض المرتبطة باستخدام المواد الكيميائية والتخلص منها، تعيق التنمية من خلال تأثيرها على المياه الصالحة، والأمن الغذائي، وإنتاجية العمال. وإن كانت هناك مكاسب اقتصادية ناجمة عن استخدام هذه المواد، فيجب ألا تأتي على حساب صحة الإنسان والبيئة، وقد وصلت حالات الوفاة إلى قرابة خمسة ملايين سنويا نتيجة لذلك.

وقد أثبتت كثير من الأبحاث والتقارير الطبية أن الفيتامينات والأملاح المعدنية والعناصر الغذائية الموجودة في الطعام، لها خاصية الوقاية من أمراض عدة، كالسرطان والسكري، وضغط الدم المرتفع، وأمراض القلب، وهشاشة العظام، وخصوصا إذا كان الطعام متزنا ومن دون إسراف، وإن كانت الفيتامينات تؤخذ مؤقتا على شكل حبة مكملة.

وأصبح الكل يعلم الآن نتائج الأبحاث بخصوص الهرمونات المستعملة لزيادة إنتاج اللحوم والألبان، والمواد الحافظة المضافة للطعام، والأصباغ المثبتة، التي تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة لا حصر لها، كالسرطان، والصدفية والربو، والتهابات الصدر والحساسية عند الأطفال، والتوحد وغيرها. كما أن الناس تعتقد أن الطعام هو فقط وقود للجسم، فأكثروا من استعمال الأطعمة الجاهزة والمسبقة التحضير، وهذه الأطعمة تحتوي على كمية عالية من الدهون والأملاح، وخصوصا تلك اللازمة لمطاعم الوجبات السريعة، فيحدث فقدان لكثير من الفيتامينات والمعادن منها، وفي الوقت نفسه زيادة تراكم الدهون والكوليسترول الضار في الجسم، وخصوصا الشرايين.

لكن لابد أن نعلم بأن الطعام الغذائي الصحي هو العلاج السريع والأسلم لكثير من الأمراض. فعلى سبيل المثال، طبق مكون من قطعة سمك مشوي، وخضار مسلوق على البخار وقطعة بطاطس مشوية، سيعطي فيتامين (E) وزيت الأوميغا والبروتين بجرعة كافية، بالإضافة إلى الفيتامينات والكربوهيدرات اللازمة للنشاط والطاقة، ولسلامة الأعضاء، وتقوية الدم. ويمكن أن يؤخذ هذا بصفة روتينية كعلاج لأمراض القلب، ويمنع حدوث تلف بالشرايين التاجية، ويقوي عضلة القلب، ويحسن طاقة الجسم بأقل سعرات. وكذلك مثال سهل آخر، هو عصير نصف ليمونة يوميا في كوب ماء يحتوي على فيتامين (C) كافٍ لتقوية الشرايين ويمنع التجلطات، وينشط الكبد، ويذيب رواسب الأملاح المسببة لحصيات الكلى أو آلام النقرس. كما أن إدخال طبق من السلطات أو الخضار المسلوق على البخار، سيعمل على إجبار الجسم على حرق الدهون المخزونة وتصفية الرواسب من الدم، وطرح المخلفات الغذائية بصورة تلقائية خارج الجسم، فيؤدي إلى سلامة القولون، ومعالجة السمنة وأمراضها.

وننصح عند أخذ قرار إعادة تنظيم الوجبات إلى الغذاء العلاجي، بعمل يومين أو ثلاثة من الصيام عن الأكل تماما وتفريغ الأمعاء من أي فضلات راسبة، ويعتمد فيها على كثير من السوائل، بالإضافة إلى شرب الماء الصافي خلال اليوم، لصحة أفضل وعافية ونضارة دائمة.