زاهر بخيت الفكي

يحلوها كيف الكهرباء دي..؟


بالنابل اختلط الحابل..تشابه البقر علينا وما عُدنا نُميّز ..
نصبح وبرفقتنا أحمد ونُمسي وقد جاءنا حاج أحمد بلا جديد..
عقُمت والدتنا الودود الولود بسببهم ولا يُحق لها أن تُنجب بعدهم..
اقتربنا من العقد الثالث وسفينة (الإنقاذ) كما أسموها أهلها تمضي وهي تُصارع الأمواج المُتلاطمة وتُعاني من رياح الصراعات العنيفة التي أفقدتها التوازن وجعلت السيطرة عصية على رُبانها والكُل يسعى للوصول إلى كابينة القيادة لا يُبالي بما قد يحدُث ، خلافات اجتاحت من هُم على متنها وأصابهم دوار البحر من طول انتظارهم على ظهرها ، عصفت بمن يقود جعلت بعضهم يقفز بحثاً عن نجاة أو أن يعود وحده للقيادة من جديد وها هي السفينة البالية المُنهكة تترنح في وسط البحر تبحث ويبحث من هم فيها عن مخرج آمن ومرسى حقيقي ترسوا عليه سفينتهم والتي يُفترض أنها حملت المواطن على ظهرها لإنقاذه من الغرق لا أن تدفعه دفعاً لأعماق البحر ..
الإعتراف بالفشل فضيلة لا يقر بها من يسوس..
تكرار الفشل رُبما هو أحد أسباب للنجاح عند غيرنا أما نحن للأسف لم نتعلم من تجاربنا ولا يضطر الفاشل منّا في علاج أخطاءه وعثراته الكثيرة ولماذا يُعالج تلك الأخطاء ولا مساءلة تنتظره ولا يحزنون بل وظيفة أكبر من سابقتها حتى يُكرر ويُنزل عليها نظرية الفشل التي يُدمنها ويُجيدها ويحفظ قوانينها ويحمل أدواتها أينما حلّ وما من عقاب صارم يردع حتى يستقيم الأمر ودونكم وزير المالية الحالي بدرالدين محمود الذي اعترف وعلى الملأ في لحظة تجلي نادرة وفريدة لم ولن تتكرر والرجل أقر من قبل عندما كان في وظيفة (نائب) محافظ بنك السودان بأنهم فشلوا في إدارة إقتصاد البلاد ويجب أن يستقيلوا من مناصبهم فوراً وأن لا يشغلوا أي وظيفة أخرى تهم البلاد والعباد وقد آتت التصريحات أُكُلها وترقى الرجل مباشرة من (نائب) مُحافظ بنك السودان وزيراً للمالية الإتحادي ..
من منهم أصاب نجاحاً ووضع بصمة لن ينساها الشعب..؟
الفشل يتلوه آخر والكفاءات لا مكان لها بين من يسوس..
الكهرباء سادتي فصل من فصول الفشل لا يُمكننا أن نتجاوزه ومشهد بات يحدُث دائماً لم يتعلم أهل الشأن شيئاً من تكراره وفي كُل عام بل أصبح أمراً متوقعاً لم ينجوا من الوقوع فيه كُل الأفذاذ الذين تعاقبوا على إدارة هذا المرفق ، أكثر من رُبع قرن وما من علاج ناجع أوجده هؤلاء للمشكلة وظلت قائمة في زمانٍ أصبحت فيه الكهرباء ضرورة حياتية لا يُمكننا الإستغناء عنها وسلعة يدفع فيها المُواطن رغم ظروفه المعلومة من أمواله مُقدماً ونقداً حتى يستمتع بتيار متواصل بلا انقطاع ولكن دائماً ما يخيب الأمل ويسير حاج أحمد في نفس درب أحمد والفشل يتواصل ..
والله المُستعان..