تحقيقات وتقارير

وزير النفط السعودي.. تفاصيل زيارة خاطفة


يبدو أن الزيارة الخاطفة لوزير البترول والثروة المعدنية السعودي للخرطوم أمس التي امتدت عدة ساعات، جاءت مليئة بالملفات الاقتصادية، زيارة الوزير إن لم تكن الأولى من نوعها، فأقل ما يمكن أن توصف به أنها (نادرة)، حيث إن العلاقة بين الخرطوم والرياض شهدت حالة من التأرجح ولم تستعد عافيتها إلا عقب مشاركة السودان في عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، بجانب قطع الخرطوم لعلاقتها مع إيران، وبدت مظاهر الارتياح على ضيف البلاد عقب ترجله من طائرته متلفحاً عباءته البيضاء ومن خلفه الوفد المرافق له يرتدون زيهم الوطني، وسرعان ما انخرط الوفد في تبادل التحايا مع الجانب السوداني في أجواء مفعمة بالود عكست روابط الأخوة التي جمعت البلدين منذ سنين ضاربة في القدم، وامتدت جذورها عميقاً فطرحت ثمارها الآن في شكل استثمارات تدفع بالعلاقات الاقتصادية بين الخرطوم والرياض إلى مزيد من التعاون.

أهداف الزيارة
زيارة وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس على بن إبراهيم النعيمي يغلب عليها الطابع الاقتصادي، فهي تأتي تمشياً مع السياسات السعودية لإيجاد بدائل للنفط والتي أعلنها ولي العهد السعودي وأصبحت سياسة للمملكة بالإضافة للوقوف على المشروع المشترك بين الدولتين المعروف (باتلانتس 2)، لاستثمار المعادن في قاع البحر الأحمر. وزير المعادن السوداني أحمد محمد صادق الكاروري وصف هذا المشروع بالرائد، مشيراً إلى أن دراسته تمت بواسطة شركة ألمانية وتنفذه شركة منافع السعودية، وقال الكاروري إن زيارة النعيمي تأتي للوقوف على ما تم من خطوات في تنفيذ المشروع ومناقشة الشركة في البرنامج الذي ستقدمه حتى الوصول إلى مرحلة الإنتاج قريباً، وأضاف مع العلم أن هذا المشروع يحتوي على حسب ما تم من دراسات، على ثروات قيمة في قاع البحر الأحمر، ومن خلال التعاون مع المملكة العربية السعودية سنصل إلى استغلال كل هذه الثروات ومن ثم يمتد التعاون لكل الأراضي السودانية.
لقاء البشير
رئيس الجمهورية المشير البشير الذي استقبل وزير البترول والثروة المعدنية السعودي بالقصر الرئاسي بالخرطوم، أكد حرص بلاده على التعاون والتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية في المجالات كافة، وعلى رأسها الاقتصادية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، مؤكداً أن البلاد ستظل مفتوحة لاستقبال الاستثمارات من السعودية
وقال البشير إن السودان مفتوح للمملكة للاستثمار في الثروة المعدنية التي يملك السودان منها ثروة كبيرة
وقال وزير البترول السعودي، إنه نقل للرئيس البشير، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وأطلعه على التوجه الجديد للمملكة تجاه تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة، وعدم الاعتماد على مصدر واحد
وشدّد النعيمي على رغبة بلاده في الاستثمار في الثروة المعدنية في السودان، والاستفادة من الثروات الموجودة في البلدين عبر التعاون المشترك
جدية العرض
وكشف الكاروري عن تعديل أمد الاتفاقية من (3) إلى (4) سنوات لإعطاء الشركة فرصة لتحقيق ما تصبو إليه، مشيراً إلى جدية العرض المقدم من قبل الشركة، وقال إنها تقدمت بخطة تمت مناقشتها والاتفاق على تعديلات في البرنامج ليصل مرحلة الإنتاج بحلول عام 2020، وأشار إلى أن التعدين في مجال البحار يحتاج إلى آليات ومعينات محددة، وأضاف أنه تم رصد مبلغ (76) مليون دولار للوصول إلى مرحلة الإنتاج والوصول إلى الجدوى الاقتصادية، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على عقد ورشة خاصة بالاستثمار في المعادن بالسودان، تقدم من خلالها فرص الاستثمار، وأكد على عمق العلاقة بين الدولتين خاصة بعد الأطروحات الجديدة مع الجانب السعودي للوصول إلى ما نصبو إليه.
تنويع الثروات
وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي بن إبراهيم عبّر عن سعادته لزيارة السودان وقال إن الاجتماع مع الجانب السوداني بحث إمكانية استغلال الثروات المعدنية في المنطقة المشتركة بين السودان والسعودية في منطقة البحر الأحمر، مشيراً إلى أنه يأتي في إطار تعزيز العلاقات في مجال المعادن بين البلدين تحقيقاً للعمل العربي المشترك، وأضاف أن الزيارة تأكيد للروابط بين السعودية والسودان، وقال نحن جميعاً نتعاون لتنويع اقتصاداتنا، وأوضح أن بلاده غنية بالبترول ولكن نهجنا الآن أن لا نعتمد اعتماداً كلياً على البترول، بل نستغل كل الثروات الموجودة في البلد بما فيها وأهمها الثروات البشرية، وأشار إلى أن هذه الزيارة تبلور العلاقة في الاستثمارات غير النفطية بالتركيز على التعدين.
كميات واعدة
ومضى النعيمي قائلاً إن المعادن ثروة موجودة في السودان والسعودية ونسعى لاستغلالها بصورة تامة عبر المشروع المشترك بين البلدين وهو في مراحله الأولية، مشيراً إلى أن تنفيذ المشروع يسير بصورة جيدة وسيكون أفضل مما كان عليه في الماضي، وقال النعيمي نتطلع لاستغلال الثروات الوفيرة في البحر الأحمر، ولفت إلى أن التنسيق والتعاون بين الخرطوم والرياض مستمر على مدى أربعين عاماً، مشيراً إلى أنه بدأ منذ توقيع الاتفاقية المشتركة للاستغلال المشترك للثروة الطبيعية في عام 1974، وأضاف أن الاتفاق يعد نموذجاً يحتذى به في التعاون العربي المشترك، وقال نتطلع اليوم لجني ثمار هذا التعاون من خلال أعمال اللجنة الدائمة المشتركة بين الجانبين بغرض إدارة عمليات الاستكشاف واستغلال الخامات المعدنية في البحر الأحمر، مشيراً إلى أنها تشكلت عام 2009 ونتج عن أعمالها منح رخصة لشركة منافع لاستغلال أحد الأعماق الموجودة في المنطقة المشتركة بين البلدين، وهو عمق اطلانتس 2، وأشار النعيمي إلى أن الموقع يحتوي على كميات واعدة وكبيرة من مختلف أنواع المعادن الصناعية، وقال إن اجتماع اللجنة جاء لاستكمال التباحث حيال استفادة البلدين من استغلال الثروات الطبيعية في البحر الأحمر بما يحقق توفير فرص وظيفية لأبناء البلدين، بالإضافة إلى نقل التقنية في مجال التعدين البحري وتحقيق عوائد اقتصادية وقيمة مضافة عبر استغلال الخامات المعدنية المتوفرة في البحر الأحمر.

آخر لحظة


‫2 تعليقات

  1. البترول والدولارات لمصر وانت يابشه خليك وراء اطلانتس لمن تلحقنا ليهم

  2. منحهم ملايين الأفدنة مجانا بينما فى بلدهم “طبلية السجائر” تحتاج لكفيل