مزمل ابو القاسم

شيء لله يا مولانا


* الإعلان الذي نشرته ما تسمى (لجنة المتابعة للقاء القيادات التفاكري) بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، يوضح بجلاء أن الحزب المذكور شرع في التلاشي، وما عاد يمت بأدنى صلة لكيانٍ سياسي عريق، لعب أدواراً مفصلية مهمة في مسيرة الحركة السياسية بالسودان.
* الوفد الذي ضم قيادات بارزة، وأسماء رنانة في الحزب والهيئة القيادية، أمثال ميرغني بركات وطه علي البشير وعبد الرحمن عباس وإبراهيم الميرغني، تعرض إلى معاملة أقل ما توصف به أنها مهينة، بل غير أخلاقية، من زعيم الحزب، السيد محمد عثمان الميرغني، الذي تجاهل الوفد عقب وصوله إلى عاصمة الضباب، قبل أن يرسل إليه ابنه (عبد الله المحجوب)، برفقة الخليفة حسن مساعد وعلي البدوي وعمر عبد الله محمد خير، ليبلغوه تحيات مولانا، ويخطروه بأن صحة زعيم الحزب لا تسمح له بمقابلته.
* لاحقاً تعطف مولانا ووافق على المقابلة، مشترطاً إصدار بيان مسبق، يفيد أن المذكورين أعلاه حضروا (من السودان إلى لندن) لتحية مولانا والاطمئنان على صحته فحسب، وألا يخوضوا معه في أي شأن سياسي أو حزبي، وبالطبع تم رفض الطلب المهين.
* برغم ذلك داس الوفد على كرامته مرةً أخرى، وطلب تسليم مولانا مذكرة تحوي تلخيصاً لمضمون المهمة التي حضر من أجلها إلى لندن، وتم رفض الطلب أيضاً.
* خبروني بالله عليكم، هل يمكن أن تحدث مثل تلك المساخر والبدع الكريهة في أي كيانٍ سياسي محترم؟
* هل يمكن لأي زعيم حزبي في العالم أجمع، أن يتعامل مع رموزٍ بارزةٍ، وقيادات مهمة في حزبه بمثل تلك الطريقة العجيبة الغريبة؟
* شخصياً بت موقناً بأن مولانا ما عاد قادراً ولا مؤهلاً لممارسة دوره ومهامه كزعيم للحزب، وأن أمره بات بيد ابنه محمد الحسن، الذي قدم نفسه قائداً للاتحادي، بوضع اليد، ليفعل به ما يشاء، ليقرب هذا ويبعد ذاك، ويقصي كل من يعارضون دكتاتوريته المطلقة، ويطلق عليهم ما يريد من نعوت مسيئة، وصفاتٍ عنيفة.
* قائد بمواصفات مبتكرة، لا شرعية له بخلاف أنه (ابن الزعيم)، الذي حوَّل الحزب العريق إلى ضيعة خاصة به، يتصرف فيها بلا تفويض من مؤتمرٍ عامٍ أو هيئة قيادية أو مكتب سياسي.
* لا يوجد حزب يستحق أن يحمل مسمى الاتحادي الأصل حالياً، وما حدث لوفد القيادات في لندن يؤكد أن المكون السياسي الذي كان ملء السمع والبصر أصبح يستحق أن يحمل اسم (حزب الحسن).
* هل يتشرف من سافروا إلى لندن وعادوا بلا خفي حنين بالانتماء إلى حزبٍ يتعامل مع قياداته بالازدراء الذي حدث لهم من زعيم الطائفة الاتحادية؟
* السؤال الأهم نوجهه لمسجل الأحزاب السياسية، ويتعلق بمدى أحقية المكون المذكور بممارسة نشاطه كحزب سياسي، طالما أن مؤتمره العام لم ينعقد لأكثر من نصف قرن، وطالما أن كل هيئاته ومؤسساته قد دخلت (بيت الحبس) بأمر من فرض نفسه قائداً للحزب بوضع اليد؟
* شيء لله يا مولانا، إلى متى سيصمت الاتحاديون على هذا الوضع المستفز؟
* ختاماً أوجه كلماتي للسادة ميرغني بركات وطه علي البشير ورفاقهما، (قاعدين ليه.. ما تقوموا تروحوا)؟