مقالات متنوعة

ابراهيم دقش : يوم في حياة مسؤول بدون تيار كهربائي!


وهو يتأهب للخروج من داره إلى مكتبه عند الثامنة والثلث صباحاً.. فاجأته الكهرباء بالاختفاء عن كل مواعينها المعلقة والثابتة.. كان تعليقه مقتضباً ينم عن (قرف) واضح.. ما يقطعوها الساعة التاسعة.. صبر ما عندهم؟
ودلف إلى عربته عله يستنشق هواءً منعشاً من (مكيفها).. لكن السائق يخطره بأن الوقود في آخر أطوار الرحيل.. وللتزود بالوقود أقرب محطة بنزين من المحددة التي تقبل (تذاكر البنزين والجاز) في بحري، والمفاجأة الثانية بالنسبة له منذ الصباح كانت انتهاء تذاكر البنزين، فيسأل السائق.. اليوم خمسة (مايو) كيف ما في تذاكر؟.. فيسمع لأول مرة من السائق أن وزارة المالية ابتدعت نظام الخزنة الموحدة الذي يعمل عبر شبكة.. والمحاسبون في كل المرافق الحكومية لم يحذقوا اللعبة بعد.. كما أن الشبكة دائماً (طاشة).. وبالتالي تأخر صرف تذاكر الوقود.. فيطلب من السائق أن يعرج على أول طلمبة ليدفع نقداً قبل أن ينفذ الوقود الذي في جوف (التنك).. وكانت المفاجأة الثالثة لذلك الصباح أن النور.. (قاطع) والطلمبة ليس لديها مولد وبالتالي صب البنزين متوقف.
في الطريق إلى مكتبه بدأ يستمع إلى مذيع تعيس في إذاعة (هوى السودان) يقرأ أقوال الصحف بصورة بدائية ومنفرة فيسمع الخبر الذي لم تفته أي صحيفة.. وزير الكهرباء قطوعات التيار مستمرة حتى أواخر (مايو)! فينصرف سريعاً عن المذياع ويبدأ في تصفح شاشة هاتفه النقال، فإذا به يعثر على واحدة من إبداعات أو (شطحات) التواصل الاجتماعي.. صورة مسؤول كبير في الحكومة ، وهو يتحدث رافعاً كلتا يديه في الهواء وهو يقول – كتابة طبعاً – كهرباء بنقطعها.. جامعات بنقفلها.. دولار بنطيروا السماء.. تقلوا أدبكم المطار نقفلوا!
ووجد نفسه يبتسم قسراً ثم فجأة يرفع صوته، الحكومة غالبها ترد على ناس المعارضة ديل أو على الأقل تعمل عليهم تشويش!!
أخيراً وصلت العربة مشارف مكتبه.. هبط منها ودخل المصعد.. قال في سره يعني الكهرباء قاعدة؟.. وأول ما وصل طابقه كانت المفاجأة الكبرى.. النور قاطع يا أستاذ!
جاءته الساعية بكوب ماء ساخن.. سألها عن القهوة فقالت له.. ما الكهرباء قاطعة!
قال للسكرتيرة أطلب لي “معتز موسى” في التلفون (ملحوظة الشخص المقصود هو وزير الكهرباء والموارد المائية والسدود)، جاء الرد الصاعق.. ناس سوداتل قطعوا الخطوط يظهر الفاتورة عن (أبريل) 2016م، لم تسدد!
هنا ضغط دمه يرتفع، السبب شنو؟.. خزانة المالية الموحدة أم انقطاع التيار الكهربي؟؟
(طبق الأصل).