مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : عادل مسلم (أعمل معروف)


لا أدري لماذا يكون الكثير من المبدعين هم أعداء لإبداعهم ، بمعنى أن فيهم من لا يدري بما يملكه من نعمة الموهبة أو كما يقولون (ما عارف قيمة نفسو) ، وفيهم من يعلم ولكنه مصاب بداء اسمه الكسل ، وآخرون مصابون بالغرور ، فكم من نجم أفل بسبب واحدة من تلك الآفات وكم هم الذين أصبحوا في عداد النسيان.
أقول ذلك وفي البال الفنان صاحب الصوت المتفرد ، القوي الطروب ، أو الصوت الذي وصفه الكثيرون بموج البحر ، الفنان عادل مسلم ، ذلك الشاب المهذب صاحب الخلق الرفيع والتواضع الجم ، ولكنه للأسف فنان جنى على صوته وعلى الفنان في داخله باستسلامه للكسل ، وهي جناية لم تتوقف عنده ، بل امتدت لتصيب أغنيات رائعات ظللن حبيسات لحنجرته الذهبية ، منها مثلاً (ولفت عليك) ، (ترحال) ، (أعمل معروف) ، (يا واقفة) آخرها (الكواكب) التي صاغها شعراً رئيس جمهورية الحب (بجلالة قدره) إسحق الحلنقي ، هي أغنيات في قمة الروعة بشهادة كل من استمع إليها بصوته ، أجاد فيها وأبدع ولكن ، ولكن هذه تفرض علينا أسئلة عريضة، هل كان مسلم يغني تلك الأغنيات في حضور ملحنها (رد الله غربته) صلاح إدريس، وهل كان يغني لنفسه وجمهوره أم لصلاح إدريس ، لأنه من الظلم أن تروح تلك الإغنيات (شمار في مرقة الكسل) ويروح فنان مثل مسلم ضحية لهذا الكسل.
وأقول لأخي وصديقي الفنان عادل مسلمم إن أغنية (الكواكب) التي أسرتها السنين الطوال ، سترى كيف ستكسر الدنيا (كما يقول أهل الفن) عندما يغنيها الفنان الشاب حسين الصادق الذي أثبت أنه فنان يعرف كيف يختار ، والشاهد على نجاح الأغنية قبل أن يغنيها هو تداول كلماتها بين الشباب لمجرد أن خبراً قد صدر بأن الفنان الشاب سيقدمها ، حينها ستعلم صديقي العزيز أي جريمة فنية ارتكبتها في حق الأغنية وفي حق الفنان في داخل نفسك الشفافة.
لا أنسى إن نسيت يوم أن قال الفنان الراحل عثمان حسين (عليه الرحمة) ونحن في حضرته بمنزله وهو يستمع لأغنية (ترحال) التي كتبها الأخ الشاعر أزهري محمد علي ولحنها الملحن صلاح إدريس, إنها من أجمل ما استمع إليه من أغنيات في الفترة الأخيرة ، وأن صوت مسلم صوت (غير عادي) وإنه يتنبأ له أن يتسيد ساحة الغناء في مقبل السنوات ، وبالطبع لن أقول إن نبوءة فناننا الكبير الراحل لم تصدق ، ولكنها أقول للأخ مسلم من أخ وصديق يتمنى له ولمحبي الفن كل الخير ، أن يترك كسله وأن يعود كما كان بصوته (موج البحر) ليجرف من الساحة كل الأصوات النشاز.
خلاصة الشوف
يا مسلم : (أعمل معروف) ودع الكسل لأن الساحة الفنية تحتاجك.